وقد زعم الفرَّاء وغيره أنَّ تشديد (لكن) مع الواو أوجهُ من تخفيفها وأفصح، وإلى ذلك أشار بقوله:«والعكس نحو سما العلا» أي: نحو رفيعٌ طال العُلا، ومعنى قول الفرَّاء هذا أنها إذا كان معها الواو فخففتها جمعت بين حرفي نسق لأنها إذا خُففت حرف نسق فالتشديد مع الواو أولى.
قال الفراء: وهي مع التخفيف مشبهةٌ لـ (بل) فيكون مابعدها كما بعد بل فإذا جاؤوا بالواو خرجت عن شبه بل من حيث إنَّ الواو لاتدخل عليها فآثروا التشديد والنصب.
إذهاب الشيء وإقامة آخر مقامه، ومنه قول العرب: نسخت الشمسُ الظل، فالظل قد ذهب ونور الشمس قد حلَّ/ موضعه.
والنقل ومنه قولهم: نسخت الكتاب.
والإبطال لا إلى بدل ومنه نسخت الريح الأثر.
وقد اختلفوا في تأويل قراءة ابن عامر، فقال أحمد بن يحيى، وأبو عبيد وغيرهما: معنى ماننسخ أي: ماننسخك من آيةٍ فيكون من نسخت الكتاب، وأنسخته غيري، واعترض أبو علي هذا وتابعه أبو محمد، ومعنى مااعترض به أن يؤدي إلى أنَّ كلَّ آية نزلت أتى بآية خيرٍ منها لأنَّ الإنساخ إنزال في المعنى.
والجواب عنه: أن يُقال إنما المعنى ماننسخك يامحمد من آيةٍ أوننسها أي: نتركها نأت بخيرٍ كائن أو صادر منها أن أنسخناك إياها، أو بمثلها في الخير إن تركنا إنساخك إياها في ذلك الوقت.