للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصل والمُمَرِّ وتثبت في الوقف؛ فهذا الوجه في العربيه وقد تصل العربُ على مثال الوقف فيكون الوصل كالقطع وهذا من ذلك وهذا آخر كلامه.

ومعنى {لم يَتَسَنَّه} (١): لم تغيِّره السنهاتُ وأصل سنة سنهة، ودليل ذلك أنهم يقولون: سانهت وفي الجمع سَنَهات، وفي التصغير سنيهة وقال الشاعر (٢):

ليست بسنْهاءَ ولا رُجَّبيَّةٍ … ولكنْ عَرَايا في السنين الجوائح

قيل: التي تحمل سنة ولاتحمل أخرى، وقيل: التي أصابتها السنة المجدبة فهذان وجهان للإثبات في الوصل، ومن أسقط في الوصل ففي لغة من قال: سنية في التصغير وفي الجمع سنوات وسانيت، والهاء على هذه اللغة للسكت وليست بأصلية.

قال الفرَّاء (٣): من قال في السنة سُنَيّة جاز أن يقول: تسنَّيت تفعَّلت من ذلك فيبدل النون ياء قالوا: تظنيت، وأصله الظن فيكون الأصل على هذا يتسنَّى ثم حذفت الياء للجزم وألحقت الهاء لبيان حركة النون، وقد اتفقوا على إثباتها في الوقف وهو في القراءتين جميعاً مأخوذ من السَّنَة وليس هو من مسنون، لأنَّ الحمأ المسنون المصبوب على سُنَّة الطريق.

٧٩ - وَبالوَصْلِ قَالَ اعْلَمْ مَع الجزْمِ شَافِعٌ … فَصُرْهُنَّ ضَمُّ الصَّادِ بالكَسْرِ فُصِّلا

شافع أي: شافع لما تقدم من لفظ الأمر وهو قوله: {فانْظُر إلى


(١) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٢) البيت لسويد بن صامت وهوفي اللسان (رجب) ١/ ٣٩٧، ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٧٢.
(٣) معاني القرآن للفراء ١/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>