للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُروى عن أُبَيٍ رحمه الله إنما هي زاي فزوِّها أي: صيرها كذلك لاسيما وقد قال بعده: ثم نكسوها لحماً أي: نرفع بعضها على بعضٍ ثم نغطيها باللحم فهذا يصل إلى كل فهمٍ، وأما ننشِرُها فهو بمعنى نحييها أنشرَ الله الموتى فنشرُوا {ثم إذ شَاء أَنْشَرَه} (١) فالمراد إذاً حياةُ الشخص الذي العظم بعْضُهُ قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة (٢).

«وصل يتسنه دون هاءٍ شمردلا» الشَّمَردلُ الخفيف يريد خفة الحرف والشَّمردلُ الكرم قال عنترة (٣):

فعجبت منها حين زلَّت عينها … عن ماجِدٍ طَلْقِ اليدين شَمَرْدَلِ

أي: صِلة كريماً فهو حال من الفاعل في صل، وعلى الوجه الأول حال من يتسنه، قال أبو العباس المبرِّد: ونحن نذهب إلى أنَّ هذه الهاءات كلها يعني: {يَتَسَنَّه} (٤)، و {اقْتَدِه} (٥)، و {مَالِيَهْ} (٦)، و {سُلْطَنِيَهْ} (٧)، و {مَاهِيهْ} (٨) ونحو ذلك هاءاتُ الوقف والوجه فيها كلها أن تحذف في


(١) الآية ٢٢ من سورة عبس.
(٢) توجد حاشية قال الأعشى:
لو أَسندتْ ميتاً إلى نحرها … عاش ولم يُنقل إلى قَابِرِ
حتى يقولَ الناسُ مما رأوا … ياعجباً للميت النَّاشِرِ
انظر: ديوانه/ ١٨.
(٣) وهو في ديوانه/ ٥٩.
(٤) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٥) الآية ٩٠ من سورة الأنعام.
(٦) الآية ٢٨ من سورة الحاقة.
(٧) الآية ٢٩ من سورة الحاقة.
(٨) الآية ١٠ من سورة القارعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>