للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظت بالساكنة لفظت بصوتٍ واحدٍ وإذا لفظت بالمتحركة لفظت بصوتها وبصوت حركتها، والحركة لحرف ناقص وحرف أخف من حرفين فلما كانت أَخَفَّ خَفَّ تسهيلُها لخفتها.

وقال آخرون: بل هي أثقل لأنها لاتخرج إلا مع حبس النَفَس لعدم حركة تُعينها على الخروج وهي محبوسة، والمتحركة لا يحتبس معها النفس وهي مطلقة لوجود مايعينها على الخروج، ولأنَّ إبدال الساكنة مع المتحركة حتم، ولولا ثقلها لم يلزم بدلها بخلاف المتحركة إذ ليس بحتمٍ تسهيلها، بل يجوز الجمع بين الهمزتين المتحركتين، ولولا أنها أثقل من المتحركة لحققت مع المتحركة على كل حال فلما كانت أثقل خففها.

وقال قومٌ: إنما سهل الساكنة دون المتحركة لأنه لو سهل المتحركة لسهلها بين بين، وهمزة بين بين في الثقل كالمحققة، ألا تراه فصل بينها وبين أختها في نحو {ءَأَنْذَرْتَهُم} (١) وحذفها في نحو {هَؤلاءِ إِنْ كُنْتُم} (٢)، فلما كان تسهيل المتحركة لا يخرجها عن الاستثقال تركها على حالها.

وأما الساكنة فإنها تخرج به منه.

وقوله: «كلُّ مُسَكَّن من الهمز» بغير شرط سواءٌ كان فاءً، أو عيناً، أو لاماً إلا المجزوم المستثنى، ومعنى «أهملا» أي: لم يدخل مع المسهل.

٤ - تَسُؤْ ونَشَأْ سِتٌّ وعَشْرٌ يَشَأْ ومَعْ … يُهيِّئْ ونَنْسَأْهَا يُنَبَّأ تَكَمَّلا

اعلمْ أنَّ هذا المستثنى على خمسة أضرب الأول: ماسكونه علامة الجزم، والثاني: ما سكونه علامة للبناء، والثالث: ماهمزه أخفُّ من تسهيله،


(١) الآية (٦) من سورة البقرة.
(٢) الآية (٣١) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>