للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة آل عمران]

١ - وإضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ مَارُدَّ حُسْنُهُ … وَقُلِّلَ فِي جَودٍ وَبالْخُلْفِ بَلَّلا

إنما قال: «مارُدَّ حُسْنُه»، قال: لأنَّ ألف التوراة أصلها الياء باتفاقٍ، فلا يحتاج مع هذا إلى أظهر منه خلاف ما وقع لأبي عليٍّ في الحجة؛ [قلت] (١): ومعنى هذا أنَّ الكوفيين والبصريين اتفقوا على أنَّ ألفه منقلبة عن ياءٍ؛ واشتقاقها من وَرى الزَنْد، وهو الضياء الذي يظهر عند القدح؛ فكأنها ضياءٌ ونورٌ، ووزنها عند البصريين (فَوْعَلة) فأُبدلت الواو الأولى تاءً لقربها منها، كما أبدلوا في مثل: تُكَأَة، وتُخمة، وقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ماقبلها، وجمعها تَوَار.

وقال الكوفيين: [يصلح أن يكون وزنها (تَفْعِلَة) كما قالوا في تتفلة: (تفعلة) قيل لهم: هذا قليلٌ في الكلام، وفوْعَلَة كثيرٌ كحوقلةٍ، ودَوْخَلةٍ والحمل على الأكثر أولى] (٢).

وقال بعضهم: يصلح أن يكون وزنها (تَفْعِلَة) بكسر العين مثل: تَوْصية ففتحت العين وقلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ماقبلها، وقد فعل مثل ذلك في ناصيةٍ، وجاريةٍ في لغة طيِّئٍ فقالوا: ناصاةٌ وجاراةٌ (٣).

وقيل له: لو جاز ذلك لجاز في توصية توصاةٌ وفي توفيةٍ توفاةٌ، ولم يعرف ذلك فقد اتفقوا على اشتقاقه وأنَّ ألفه منقلبةٌ عن ياءٍ.


(١) الحجة ٣/ ١٤.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع).
(٣) انظر: الممتع ٥٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>