للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سورة النبأ إلى سورة العلق

١ - وَقُلْ لَابِثينَ الْقَصْرُ فَاشٍ وَقُلْ وَ لَا … كِذَاباً بِتَخْفِيفِ الْكِسَائِيِّ أَقْبَلَا

يقال: هو لبث بمكان كذا إذا صار الّلبث شأنه، فاللابث/ مَنْ وُجِد منه اللبث، واللبث من شأنه اللبث كالذي يَرْجُزُ بالمكان فلا ينتقل منه.

و {كِذَابًا} (١) بالتخفيف مصدر كَذَّب، قال الشاعر (٢):

فَصَدَقْتُها وكَذَبْتُها … والمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهُ

أي: كَذِبُه، والكِذَّاب مصدر كَذَّب، وفِعَالٌ في باب فَعْل فصيحٌ، يقولون: كَذَّب تكذيباً وكِذَّاباً، قال سيبويه في تكذيباً (٣): التاء عوض من التضعيف، والياء التي قبل الآخر مثل الألف، فيكون الأصل على هذا كِذّاباً، وهو القياس فيما زاد على الثلاثة أن يؤتى في مصدره بلفظ الماضي ويزاد قبل آخره ألف، كقولك: كَلّمته كلاماً، وأكرمته إكراماً، واستخرجته استخراجاً.

وقال بعض العلماء: لا تقول الفصحاء غير ذلك، وقال بعضهم وقد فسر آيةً: لقد فسرتها فِسَّاراً ما سُمِع بمثِيله، والمعنى: أنَّ أهل الجنة لا يكذب بعضهم بعضاً، وعلى قراءة التخفيف لا يكذبه، أو لا يُكاذِبه.

٢ - وَفِي رَفْعِ بَارَبُّ السَّمواَتِ خَفْضُهُ … ذَلُولٌ وَفِي الرَّحْمنِ نَامِيهِ كَمَّلاّ

{رَبِّ السَّمَوَاتِ} (٤) بالخفض بدل من ربك، وكذلك {الرَّحْمَنِ} (٥) بدل، أو عطف بيان، والرفع على الابتداء، و {الرَّحْمَنِ}


(١) الآية ٢٨ من سورة النبأ.
(٢) ينسب البيت للأعشى وليس في ديوانه وهو في مجاز القرآن ٢/ ٢٨٣، والكشاف ٤/ ٢٠٩، والدر المصون ١٠/ ٦٦٠.
(٣) الكتاب ٤/ ٧٩.
(٤) الآية ٣٧ من سورة النبأ.
(٥) الآية ٣٧ من سورة النبأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>