للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخليل: وبعض العرب تستعمل حزنته بمعنى أحزنته، والذي في الأنبياء قوله تعالى: {لا يَحْزُنُهم الفَزَعُ الأَكْبَر} (١) قرأه مثلَ الجماعة، وهو جمعٌ بين اللغتين.

و «أحفلا» منصوبٌ على الحال أي: حافلاً بقراءة نافع يشير بذلك إلى ردِّ قول من فضَّل عليها القراءة الأخرى.

٣٤ - وخَاطَبَ حَرْفَا يَحْسَبَنَّ فَخُذْ وَقُلْ … بِمَا يَعْلَمُونَ الغَيْبُ حَقٌّ وَذُو مَلا

«حرفا يحسبن» مرفوع على أنه فاعل كما يقول: قام غلاما زيدٍ جعلتهما مخاطبين لأنَّ الخطاب بهما.

وقوله: «فخذ» أي: فخذ بالخطاب؛ لأنَّ أبا حاتمٍ ومن تابعه (٢) يَرُدُّون ذلك، ويزعمون أنه لحنٌ، ومعنى القراءة لا تحسبن يامحمد الذين كفروا أنَّ إملاءنا خيرٌ؛ فالذين وما يتصل به مفعول، و (أنما نملي) وما يتصل به بدل منه، و (أن) وما اتصل بها سدَّ مسد مفعولي حَسِب كما كان ذلك في قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أنَّ أكْثَرَهم يَسْمَعُون} (٣).

و (ما) مصدرية، وهذا قول أبي إسحاق (٤)، ولا فرق في قيامها مقام مفعولين بين البدل وغيره.

فإن قيل: الاقتصار على أحد المفعولين في حسِبَ لايجوز فكيف يصح أن تكون (أن)، وما اتصل بها بدلاً من الذين وما اتصل به وإنما يكون ذلك بعد ذكر المفعولين.


(١) الآية ١٠٣ من سورة الأنبياء.
(٢) انظر: الحجة ٣/ ١٠٧.
(٣) الآية ٤٤ من سورة الفرقان.
(٤) معاني القرآن للزجاج ١/ ٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>