للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: قريش تقول: سل؛ فإذا أدخلوا الواو والفاء همزوا، رواه اليزيدي عنه، فإن كان الأمر غير مُواجَه به فلا خلاف أيضاً في الهمز نحو: {ولْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا} (١) لأنَّ المواجهة لما كثرت في الاستعمال أوجب ذلك التخفيف في بعض اللغات.

[وقوله: «راشده دلا» الراشد] (٢) السالك طريق الرشد، ومعنى دلا أخرج دلوه، فلا يقال: أدلا إذا أرسل دلوه، ودلا إذا أخرجها مملوءة.

١٣ - وفي عَاقَدَتْ قَصْرٌ ثَوَى ومَع الحَدِيـ … ـد فَتْحُ سُكُونِ البُخْلِ والضَّمِ شمللا

معنى {عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} (٣) عقدت عهودكم أيمانكم، واليمين هاهنا أخت الشمال لأنَّ الحالف يمد يمينه إلى يمين صاحبه.

ومعنى قوله: «قصر ثوى» أي: أقام فلا مغير له لأنه مما أنزله الله تعالى، لأنَّ صاحب الكشف قال (٤): «والقراءة بالألف أقوى في نفسي لأنَّ المقصود بالآية أصحاب الأيمان لا الأيمان لأنَّ الأيمان لا فعل يُنسب إليها حقيقي فبابه المفاعلة». انتهى كلامه

وهذا بناء منه على ما فهمه من كلام صاحب الحجة (٥) في أنَّ الأيمان هاهنا جمع يمين وهو الحلف.

ومعنى عاقدت بالألف على ما قلته عاقدتهم أيمانكم وصافحتموهم عند التحالف، والبُخْل والبَخَل لغتان كالعدَْم والعَدَم، والرُّشْد والرَّشَد.


(١) الآية ١٠ من سورة الممتحنة.
(٢) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.
(٣) الآية ٣٣ من سورة النساء.
(٤) الكشف ١/ ٣٨٩.
(٥) الحجة ٣/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>