للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٦٤/ ب)

والمدخل بالضم يجوز أن يكون مصدراً للفعل الرباعي الذي قبله، ويكون مفعوله محذوفاً والتقدير وندخلكم الجنة مدخلاً، وفي الحج ولندخلنهم الجنة مدخلاً؛ فمدخلاً وإدخالاً بمعنىً واحدٍ، ويجوز/ أن يكون التقدير لَيُدْخِلَنَّهم الجنة فيدخلون مدخلاً على مالم يُسمّ فاعله (١).

ويجوز أن يكون مكاناً فيكون مفعولاً أي: ويدخلكم وليدخلنهم مدخلاً أي: مكاناً. والفتح إما مصدر دخلت دخولاً ومدخلاً؛ والتقدير: فيدخلون مدخلاً أي: ويدخلكم الجنة فتدخلون مدخلاً، أو يكون مفعولاً بمعنى فتدخلون مكاناً.

وقوله: «وسل فسل» يعني أنَّ سأَلَ يسْأَلُ إذا ورد الأمر منه في القرآن للمواجهة فإن لم يكن قبله واوٌ أو فاءٌ نحو: {سَلْ بَنِي إِسْرَاءِيل} (٢) فلا خلاف بين القرَّاء في نقل حركة الهمزة إلى السين وحذفها وترك همزة الوصل لوقوع الاستغناء عنها لأنَّ السين متحركة.

ومِن العرب مَنْ يقول: اسأل، وإن كان قبله واوٌ أو فاءٌ، فالكسائي وابن كثيرٍ تجري قراءتهما على ما سبق من ترك الهمز، ولا فرقَ فيها بين ما قبله واوٌ أو فاءٌ وبين ماعَرِي عن ذلك نحو: {وسئلوا الله} (٣)، و {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بذلِك زَعِيم} (٤).

وقراءة الباقين بالهمز فيما قبله واوٌ أو فاءٌ لأنَّ الواو والفاء لما اتصلا بالكلمة أمكن معهما سكون السين إذ أصلها السكون فهما كهمزة الوصل التي تُجْتَلَب ليُتَوصَّل بها إلى النطق بالساكن.


(١) انظر: الحجة ٣/ ١٥٤.
(٢) الآية ٢١١ من سورة البقرة.
(٣) الآية ٣٢ من سورة النساء.
(٤) الآية ٤٠ من سورة القلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>