للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى «حق صرى»، «وفي الثاني» في الطول وهو قوله تعالى: {سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرِين} (١) «دم صفواً» أي: ذا صفو، وفي فاطر {ذَلك هُو الفَضْلُ الكَبِير} (٢)، {جَنَّاتٌ عَدْنٍ يَدْخُلونَها} (٣)، وقافية هذا البيت مغايرةٌ لقافية الأول في المعنى وإن اتفق اللفظ، وذلك من باب التجنيس وليس بإيطاء (٤) وهو من قولهم: (حلا فلان امرأته) يحليها ويحلوها إذا جعلها ذات حُلِيِّ. كأنَّ هذا الحرف على قراءة أبي عمرو، وقد جعل المعنى ذا حلية لحسن القراءة ومُشاكلتها للمعنى، أو من حلوتُ فلاناً إذا أعطيته حُلواناً.

٢٢ - ويَصَّالَحَا فَاضْمُمْ وسَكِّنْ مُخَفَّفَاً … مَع القَصْرِ وَاكْسِرْ لامَهُ ثَابِتَاً تَلا

مَنْ قرأ {يُصْلِحَا} (٥) فهو من أَصْلَحَ يُصْلِح، ومن قرأ {يصَّالحا} فهو من باب تصالحا يتصالحان، وأدغمت التاء في الصاد، والتلاء بالمدِّ الذِّمة وهو منصوبٌ على التمييز.

٢٣ - وتَلْوُوا بحَذفِ الواوِ الاُولى ولامَهُ … فَضُمَّ سُكُوناً لستَ فيه مُجَهَّلا

إنما قال: «لستَ فيه مجهلا» لأنَّ أبا عبيدٍ قال: القراءة عندنا هي التي بواوين مأخوذة من لويت قال: وتحقيقه في تفسير ابن عباس لأنه قال في هذه الآية: هو القاضي يكون ليُّه وإعراضه لأحد الخصمين عن الآخر.

ومعنى قوله: «بحذف الواو الأولى» أنَّ الواو الأولى استثقلت الكلمة بها


(١) الآية ٦٠ من سورة غافر.
(٢) الآية ٣٢ من سورة فاطر.
(٣) الآية ٣٣ من سورة فاطر.
(٤) الإيطاء هو إعادة كلمة القافية بلفظها ومعناها مرةً ثانية قبل مرور سبعة أبيات.
انظر: العروض الواضح وعلم القافية للدكتور محمد علي الهاشمي ص ١٤٧.
(٥) الآية ١٢٨ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>