للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - خَلَق كَّلَّ شَئٍ لَك قُّصُورَاً وأُظْهِرَا … إِذَا سَكَنَ الحرْفُ الذِّي قَبْلُ أَقبَلا

يقال: أقبله الرمح وغيره إذا جعله قِبَلَه.

١٠ - وَفي ذِي المعَارِج تَّعْرُجُ الجيمُ مُدْغَمٌ … ومِنْ قَبْلُ أَخْرَج شَّطْأَهُ قَدْ تَثَقَّلا

مخرج الجيم من وسط اللسان، وهو حرفٌ مجهور شديد، ومخرج التاء مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، فهما متباينان في المخرج، لكن لما أدغمت الجيم في الشين في قوله تعالى: {أَخْرَجَ شَطْئَهُ} (١) لتقاربهما أدغمت التاء لقربها من الشين لأنّ الشين تتصل بما فيها من التفشي بمخرج التاء، ولا يلزم عليه إدغام الشين في التاء لزيادة صوت الشين، وذلك معدوم في الجيم، فأدغمت الجيم دون الشين، وقيل: أدغمت الجيم في التاء لتقاربها بالشدة.

١١ - وعِنْدَ سَبِيلاً شِينُ ذِي العَرْشِ مُدْغَمٌ … وضَادَ لِبَعْضِ شَأْنِهم مُدْغَمَاً تَلا

لم تُدْغَم الشين في غيرها لزيادة صوتها إلا في السين، ومخرج الشين من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهو حَرفٌ مهموسٌ، وإنما أُدغمت فيه لاشتراكهما في الهمس، ومقابلة الصفير بالتفشِّي، وقد روي عن اليزيدي فيه الإدغام والإظهار.

قال أبو عمروٍ الحافظ: وبالوجهين قرأت.

وأما {لِبعْضِ شَأْنِهم} (٢) فروى الإدغام فيه منصوصاً أبو شعيبٍ عن اليزيدي عنه، وقيل: إنَّ ابن مجاهدٍ كان لا يمكن من إدغامه إلا حاذقاً، وقد


(١) الآية (٢٩) من سورة الفتح.
(٢) الآية (٦٢) من سورة النور.

<<  <  ج: ص:  >  >>