للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ ثَمَر مالُه إذا كَثَرَّه، وقال مجاهد: الثُمُر الذهب والفضة، والثمَر بالفتح المأكول.

١٠ - ودَعْ مِيمَ خَيْرَاً مِنْهُمَا حُكْمُ ثَابِتٍ … وفي الوَصْلِ لَكِنَّا فَمُدَّ لَهُ مُلا

{خَيراً مِنها} (١) لأنَّ قبله: {ودخَلَ جَنَّتَهُ} (٢)، وكذلك الرسم في مصاحف أهل العراق (٣)،/ ومعناه أنَّ الجنتين هما جنته التي لم يؤمن بغيرها، وهي جنته دون جنة الآخرة، و (منهما) لأنَّ قبله: {جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} (٤) إلى ما بعده من لفظ التثنية، والميم ثابتة في مصاحف أهل المدينة، ومكة، والشام و {لَكِنَّا} (٥) أصله لكنْ أنا فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على النون فالتقى النونان فأُدْغِم، وإثبات الألف من لكنا في الوصل وحذفها لغتان؛ قال الشاعر (٦):

أنا سيفُ العشيرة فاعرفوني … حُمَيدٌ قد تذرَّيْتُ السَّناما

وزاد إثبات الألف في (لكنا) في الوصل قوةً حذفُ الهمزة، وعلى لكن هو قول الشاعر (٧):

وترمينني بالطرْفِ أيْ أنت مذنب … وتقلِينني لكنَّ إياكِ لا أقلي

واتفقوا على إثبات الألف في الوقف، لأنَّ من يقول: أنْ قمتُ يقف أنا، لأنها لبيان الحركة كهاء السكت، ولذلك أسقطها في الوصل، وهو مذهب البصرييين، لأنَّ الاسم عندهم (أنْ)، والألف في الوقف خاصةٌ للبيان.


(١) الآية ٣٦ من سورة الكهف.
(٢) الآية ٣٥ من سورة الكهف.
(٣) المقنع ص ١٠٤.
(٤) الآية ٣٢ من سورة الكهف.
(٥) الآية ٣٨ من سورة الكهف.
(٦) تقدم في سورة البقرة البيت رقم (٧٧).
(٧) لم أقف على قائله وهو في معاني القرآن للفراء ٢/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>