للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «جلا» أي: كشف لأنَّ القراءة بالرفع ظاهرة مكشوفة المعنى، وبالنصب تحتاج إلى تقدير وإن كانت الوارثة واحدة وإلى أنَّ واحدةً بمعنى منفردةٍ، وقراءة النصب مطابقة لقوله: {فَإنْ كُنَّ نِسَاءً} (١).

٣ - ويُوصَى بِفَتْحِ الصَّادِ صَحَّ كَمَا دَنا … وَوَافَقَ حَفْصٌ فِي الأَخِيرِ مُجَمَّلا

يوصي على معنى يوصي المذكور، «ويوصَى … صح» معناه وقرُب من الإفهام لأنَّ فيه تنبيهاً على عموم الحكم في كل ميتٍ من ذكرٍ أو أنثى.

«ووافق حفصٌ في الأخير» ناقلاً ذلك، ومحِمَلاً إياه عن أئمته، وفيه حكم بجوازهما وصحتهما.

٤ - وَفِي أُمِّ مَع فِي أُمِّهَا فَلأُمِّهِ … لَدَى الوَصْلِ ضَمُّ الهَمْزِ بِالكَسْرِ شَمْلَلَا

«في أم» يريد في {أُمِّ الكِتَاب} (٢)، و {في أمها رسولاً} (٣) و {فَلأُمِّهِ} (٤) هاهنا يختص الوصل في قراءتهما بكسر الهمزة لما يتصل بها من الكسر قبلها، أو الياء وذلك أخفُّ من الخروج منهما إلى ضمِّ، وأجروا الياء مجرى الكسرة في الحكم، أولم يعتدُّوا بها حاجزاً، وهي لغةٌ صحيحةٌ.

قال الفرَّاء والكسائي: هي لغة قريش، وهذيل، وهوازن وقد ذكرها سيبويه (٥) ومن ضم فهو، الأصل و «ضم/ الهمز» مرفوع بالابتداء والخبر قوله: «في أم»، [وشملل معناه أسرع، ومنه ناقة شملال وشملة، وفي شملل ضمير راجع إلى] (٦) قوله: «في أم» وما اتصل به أي: أسرع في اللفظ يشير إلى خفته وتسهُّل النطق به.


(١) الآية ١١ من سورة النساء.
(٢) الآية ٣٩ من سورة الرعد.
(٣) الآية ٥٩ من سورة القصص.
(٤) الآية ١١ من سورة النساء.
(٥) الكتاب ٤/ ١٤٦.
(٦) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>