ضمُّ الهاء في هذه هو الأصل لأنَّ الياء فيها منقلبة عن ألف، والضمة لغة قريش ومن والاهم، واستوى الوقف والوصل كذلك، ولأنَّ الضمَّ فيهم ومنهم وعنهم دليل على أنه الأصل، وإنما كسر الهاء من كسر لمجاورة الياء أو الكسرة، لأنَّ الهاء تشابه الألف في الضعف والخفاء، كما كانت الألف تمال لمجاورتهما فكذلك الهاء التي شابهتها تكسر لشبه الكسر بالإمالة، ولهذا أجمعوا على الضم في ما سوى ذلك.
«دراكاً» متابعة، و «جلا» كشف لأنه نبَّه بالتخيير على ثبوت القراءتين، والأصل في هذه الميم الصلة بدليل (أنلزمكموها)، ولأنَّ الواو في عليهمو كالألف في عليهما، لأنَّ التثنية والجمع يجريان في الزيادة مجرى واحداً، فمن حذف فللإ يجاز والخفة لكثرة ذلك في الكلام،/ ولأنَّ ميم الجمع ناب مناب أشياء ظاهرة غائبة [وحاضرة](١)، ولَمَّا لم يكن في العربية اسم في آخره واوٌ قبلها ضمة حذفها من حذفها لذلك، وأسكنت مبالغة في إزالة ما حذف لأنَّ بقاء الضمة دليلٌ عليه، ولأنه يؤدِّي إلى ما يتحامونه في الكلام من اجتماع خمس حركات نحو رسلهم وشبهه.