للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك إلى طعنِ مَنْ طَعَنَ على هذه القراءة كقول ابن الأنباري: لا يحتمل أن يكون معناه غير ماجئتم بالمعروف من المجيء، قال: وليست في هذا الموضع حسنةً فدارَ وجهُهُ على ما قدَّمته مُبَجَّلاً عن مثل هذا الطعن.

٦٩ - مَعَاً قَدْرُ حُرِّكْ مِنْ صِحَابٍ وَحَيْثُ جَا … يُضَمُّ تَمَسُّوهُنَّ وَامْدُدْه شُلْشُلا

قدْرٌ وقدَرٌ لغتان بمعنىً واحدٍ كما قال تعالى: {أودِيةٌ بِقَدَرِها} (١)، و {إنَّا كلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاه بِقَدَرٍ} (٢)، وقال سبحانه: {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شِيءٍ قَدْرَاً} (٣).

وقيل: الساكن من هذا الباب مصدر والمتحرك اسمٌ كالعدِّ والعدد قال الله تعالى {إنما نَعُدُّ لهمْ عَدَّاً} (٤)، وقال في الاسم: {سِنِين عَدَدَاً} (٥)، وكذلك {فليمدُد له الرحمان مَدّاً} (٦)، {ولو جِئْنَا بمثْلِهِ مَدَدَا} (٧).

فكان القدْر بالتسكين الوسع يقال: هو ينفق على قَدْرِه أي: على وُسْعه؛ قال أبو جعفر: وأكثر ما يستعمل القدَر بالتحريك للشيء إذا كان مساوياً للشيء يقال: هذا على قدَر هذا، والذي عليه أكثر أئمة العربية أنهما لغتان.

وتماسُّوهن بمعنى تَمَسوهن (٨) كما يقال: داويت العليل، وعاقبت زيداً وطارقْتُ النعل وذلك في القرآن ثلاثة: موضعان هنا، وفي الأحزاب موضع.


(١) الآية ١٧ من سورة الرعد.
(٢) الآية ٤٩ من سورة القمر.
(٣) الآية ٣ من سورة الطلاق.
(٤) الآية ٨٤ من سورة مريم.
(٥) الآية ١١ من سورة الكهف.
(٦) الآية ٧٥ من سورة مريم.
(٧) الآية ١٠٩ من سورة الكهف.
(٨) انظر: الحجة ٢/ ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>