للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤ - عَسَى اللهُ يُدْني سَعْيَهُ بِجَوَازِه … وإِنْ كَانَ زَيْفاً غَيْرَ خَافٍ مُزَلَّلَا

اللهم جوِّزه وتجاوز عنه وعنَّا أجمعين.

٣٥ - فَيَا خَيْرَ غَفَّارٍ وَيَا خَيْرَ رَاحِمٍ … وَيَا خَيْرَ مَأْمُولٍ جَدَاً وَتَفَضُّلَا

الجَدَى بالقصر: العطية، وبالمد الغناء والنفع، يقال: هو قليل الجداء عني، وهذا الموضع يحتملها.

٣٦ - أَقِلْ عَثْرَتِي وَانْفَعْ بِهَا وَبِقَصْدِهَا … حَنانَيْكَ يَا أَللهُ يَارَافِعَ العُلَا

«حنانيك» منصوبٌ على المصدر أي: تحنُّناً بعد تحنُّنٍ، و «يا الله» بقطع الهمز جائز على كل حال تقول: يا الله اغفر لي، وهو من الخصائص التي اختص بها اسم الله تعالى، كما أنه لا ينادى ما فيه الألف واللام إلا الله وحده، لأنَّ هذا الاسم الشريف لما كثر تكراره في الكلام والدعاء ولم يكثر كثرته شيءٌ لافتقار الخلق إلى الله -عز وجل-، وإنزال الحوائج به، ودعائهم إياه جاز فيه مالم يجز في غيره، ومن خصائصه تفخيم اللام بعد الفتحة والضمة، واختصاص التاء به في القَسَمِ.

وقيل: إنما قطع الهمزة مَنْ قطعها فقال: «يا الله» ليُنَبِّه على أنَّ الألف واللام خَلَفٌ من همزةِ قطعٍ وهي همزة إله إذ كان الأصل إلهٌ فلما كثر استعماله/ حذفت الهمزة منه تخفيفاً فبقي لاهٌ كما حذفت من أناسٍ فبقي ناسٌ، ثم أدخلت الألف واللام عوضاً من الهمزة المحذوفة، وكذلك في الناس ثم دخلت (يا) على اسم الله تعالى فَرْقاً بين ما دخل للتعويض وما دخل للتعريف، وقطعت الهمزة، وإن كان يجوز وصلها تنبيهاً على أنَّ المحذوف همزة قطع، ولم تدخل (يا) على الناس لأنه لم يكثر كثرة اسم الله تعالى، ولأنَّ الناس جنس فجاز أن يوصف به أي: بخلاف اسم الله تعالى، ولأنَّ الدلالة على أصل اسم الله تعالى وأصل الناس واحدة فاستغنى بها في أحد الموضعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>