للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وعِنْدَ أَبِي عَمْروٍ وَكُوفِيِّهِم بِهِ … مِنْ الرَّوْمِ وَالإِشْمَامِ سَمْتٌ تَجَمَّلا

«به» يعني بالوقف، وذلك أنَّ الرواية وردت عن المذكورين بذلك.

٣ - وَأَكْثْرُ أَعْلامِ القُرَانِ يَرَاهُمَا … لِسَائِرِهِم أَوْلَى العَلائِقِ مِطْوَلا

ولم يأت عن الباقين نصٌّ، واستحب أكثر المشايخ وأهل الأداء الوقف بالروم والإشمام للجميع لما في ذلك من البيان.

والعلائق: ما يتعلق بالناس، والعَلائِقُ جمع عَلِيقَة في قوله (١):

وقائلةٍ لاتَرْكَبنَّ عَلِيقَةً ومن لَذَّة الدُّنْيا ركوبُ العَلائِقِ

والعَلائِق البضائع، والعَلائق جمع عَلِيقة عِلاقَةُ المصحف وغيره، وأراد بها هاهنا البضائع كأنه يراهما لسائر القراء أولى بضاعة، و «مطولا» منصوب على الحال من الضمير المستتر في يراهما لأنه يكون بذلك سبباً للطول أو الطول، أو أراد العلائق جمع عِلاقة أي: أولى العلائق بالتعليق حبلاً، والمطول الحبل.

قال عنترة (٢):

وصَلْتُ حِبَالِي بِالَّذِي أَنَا أَهْلُهُ … مِنْ وُدِّهَا وَأَنَا رَخيُّ المِطْولِ

فيكون منصوباً على التمييز.

٤ - وَرَوْمُكَ إِسْمَاعُ المُحَرَّكِ وَاقِفَاً … بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كُلَّ دَانٍ تَنَوَّلا

يقال: أنَلْتُه المعروف ونِلْتُه، ونَوَّلْتُه فَتَنَوَّل هو.

٥ - وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا … يُسَكَّنُ لاصَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلا

صَحَلَ صوتُه يصْحَلُ إذا كانت فيه بحةٌ لا يرتفعُ الصوتُ مَعَها فكأنَّه شبَّهَ إضعافَ الصوتِ في الرَّوْم بذلك.


(١) لم يعرف قائله وهو في لسان العرب (علق) ١٠/ ٢٦٥.
(٢) وهو في ديوانه ص/ ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>