للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعَامِك} (١) {وانظُرْ إلى حِمَارِكَ} (٢)، {وانْظُرْ إلى العِظَامِ} (٣) ثم قال بعد ذلك: {اعلم أنَّ الله على كلَّ شيءٍ قَدير} (٤).

والشَّفْعُ من العدد ما كان زوجين يقال: شفعته صيرته زوجاً يشير إلى أنه أمر من الله سبحانه بذلك شافعاً لما تقدم من أوامره لأنَّ قوماً استبعدوا أن يكون ذلك أمراً من الله تعالى، وقالوا:/ كيف يأمره بالعلم وقد علم عندما بعث وإنما هو أمر منه لنفسه على نحو قول سحيم (٥):

عميرةَ ودِّع إن تجهزتَ غاديا … كفى الشيبُ والإسلامُ للمرءِ ناهيا

وليس الأمر كما ظنَّ هؤلاء لأنَّ هذا النبي عليه السلام كان لايرتاب في قدرة الله على كل شيءٍ وإنما سأل عن جهة إحياء القرية الخاوية فقال: {أنَّى يحي هذه الله} (٦) أي: مِنْ أيِّ جهةٍ يكون إحياؤها، فوقف على مثل ذلك ثم قيل له: اعلم بما عاينت قدرة الله تعالى على مالم تُعاين فأعلم سبحانه بإبقائه الطعام والشراب على حاله كيفية إبقائه مايشاء إبقاءه مما أجرى العادة بتغيره، وبإحياء الحمار إحياء البهائم، وبإحيائه إحياء الموتى أو أمر بالدوام عليه كما قال: {ياأيها الذِّين آمَنُوا آمِنُوا} (٧) ويشهد لهذا الذي ذكرته قراءة عبدالله قيل: اعلم، وكذلك قرأ ابن عباس، وأبو رجاء، وأبو


(١) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٣) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٤) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٥) وهو في ديوانه ١٦، والكتاب ٢/ ٢٦، والخصائص ٢/ ٤٨٨، وابن يعيش ٢/ ١١٥.
(٦) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة.
(٧) الآية ١٣٦ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>