للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدالرحمن وكان ابن عباس يقول: أهو خير أم إبراهيم إذ قيل له: {واعلم أنَّ الله عَزيزٌ حَكيم} (١).

ومَنْ قرأ {قال أعْلَمُ} فمعناه الخبر وهو كقول من رأى شيئاً من آيات الله وعظيم قدرته: أشهد أن لاإله إلا الله.

فصِرهن وفصُرهن لغتان يقال: صارَه يصيرُه ويَصُورُه إذا أماله وكذلك إذا قطعه قال لبيد في الإمالة (٢):

مِنْ فَقْدِ مولىً تَصُوْرُ الحيَّ جَفْنَتُه … أو رزءٍ مالٍ ورزءُ المال يُجْتَبَرُ

وقال بعض بني سليم وأنشده الكسائي (٣):

وفرعٍ يصيرُ الجيدَ وخْفٍ كأنه على الليثِ قِنوانُ الكرومِ الدَّوالحِ (٤) [وقال الفرَّاء: فصرهن بالكسر قطعهن مقلوب من صرا بصرى إذا قطع وأنشد (٥):

تعرَّب أبائي فهلاَّ صَرَاهم … من الموت إنْ لم يذهبوا بجدودي

وقوله: «ضم الصاد بالكسر فصلا» أي: بين معنى الضم بقراءة الكسر لأنَّ الضم يحتمل الإمالة والتقطيع والكسر يراد به التقطيع لا غير في قول الفرَّاء فكان المعنى بين أنه التقطيع في الضم بالكسر هذا على اختيار صاحب القصيد


(١) الآية ٢٦٠ من سورة البقرة.
(٢) ديوان لبيد ٦٣، وتصور: تميل.
(٣) أنشده الفراء في معاني القرآن ١/ ١٧٤، تفسير الطبري ٣/ ٥٣، الحجة ٢/ ٣٩٢، اللسان (صير) ٦/ ١٤٩.
(٤) سقط ورقة من الأصل.
(٥) معاني القرآن للفراء ١/ ١٧٢، جامع البيان ٣/ ٥

<<  <  ج: ص:  >  >>