للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما {سَلاسِلاً} فرأيتها قد دَرَسَتْ، قال: وفي مصاحف أهل البصرة {قَوَارِيرَا} الأول بالألف، والثاني بغير ألفٍ، وقال خَلف: المصاحفُ كلها العُتَق والجُدَد على إثبات الألف في (قواريراً) الأول (١)، والثاني في مصاحف المدينة والكوفة بألفٍ، وفي مصاحف أهل البصرة الأول بالألف والثاني بغير ألف.

وقال: قالون عن نافع الثلاثة الأحرف في الكتاب بألفٍ، وقال خَلَفٌ: وسمعت يحيى بن آدم يحدِّثُ عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأول الحرف الأول والثاني {قَوَارِيرَ} {قَوَارِيرَ} بغير ألفٍ، وهذه الرواية ورواية قالون تُحْمَلُ على بعض المصاحف دون بعض، فنافع، والكسائي، وأبو بكر اتَّبَعُوا مصاحفهم، وإثبات الألف دليل الصرف وقوِيَ صرفها أنها رؤوس آي فصرفت لتشاكل أخواتها، والعرب تستعمل في الفصول ما لا تستعمله في غيرها، والصرف في الأسماء الأصل، وترك الصرف عارض لعارضٍ فيها، ولهذا صَرفت العرب في الشعر كل ما لا ينصرف، والشعر أصل كلام العرب.

[وقد قال بعض العلماء من أهل النظر: كل ما يجوز في الشعر فهو جائز في الكلام، لأنَّ الشعر أصل كلام العرب] (٢)، فكيف يتحكم في كلامها فيجعل الشعر خارجاً عنه، ولو لم يكن من الحجة لهذه القراءة إلا أنَّ عاصماً والكسائي قرآ بذلك وهُما هُما. وقد حكى الكسائي وغيره من الكوفيين أنَّ العرب تصرف كل مالا ينصرف إلا أفعل منك.

وقال الأخفش (٣): سمعنا من العرب من يصرف جميع مالا ينصرف، ومَن خالف مصحفه من الأئمة في شيءٍ من ذلك فللرواية، ومَنْ لم يصرف فلأنها


(١) المقنع ص ٣٩.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٣) لم أجده في كتابه معاني القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>