للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمع على هذا أنَّ الكافر في كل لحظة معترفٌ/ بكفره خطيئةً لاستمراره على المخالفة، ولأنه بكفره مرتكبُ المناهي [تارك للأوامر، وهذه خطايا محيطة بكل كافر.

ومعنى الإحاطة أنَّ الكفر احتوى عليه كما يحتوي الحائط على ما تحوزه قال الله تعالى {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُها} (١)، وعلى قولنا الخطيئة الكفر، والخطيئة الكبيرة فمعناه وأحاطت به كبائره التي كان يرتكبها بكفره حتى مات عليها، وعلى قولنا السيئة الكبيرة] (٢).

والخطيئات الكفر فلأنه في كل زمان يكتسب خطيئة بالكفر فقد صاركفره في كل هفوةٍ خطيئةً قائمةً برأسها وأحاطت به من ذلك خطيئات كثيرة كما سبق.

«ولا يعبدون الغيب شائع دخللا» أي: تابع، والأشياع الأتباع، والدخلل هو الدخيل الذي يداخلك في أمورك، ودخللا منصوبٌ على الحال من الغيب، أو مفعول أي: تابع ما قبله وهو قوله تعالى: {وإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقُ بَنِي إِسْرَاءيل} (٣) أي: تابع دخيلاً ليس بأجنبي، وارتفع يعبدون على حذف أن، وكان أصله ألا يعبدوا، وعلى ذلك قول طرفة (٤):

ألا أيهذا اللائمي أحضرُ الوغى … وأن أحضُرِ اللذَّاتِ هَلْ أنت مُخْلِدِي


(١) الآية ٢٩ من سورة الكهف.
(٢) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.
(٣) الآية ٨٣ من سورة البقرة.
(٤) انظر: ديوانه ٣١، وشرح القصائد السبع لابن الأنباري ص/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>