للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخَلَفَ عَاصِمٌ أَبَا عبد الرحمن في مكانه للإقراء، وأخذ أيضاً عن زِرِّ بن حُبيش (١)، وسمع من الحارث بن حسان وافد بني بكر، وكانت له صحبة.

قال أبو إسحاق السبيعي (٢): وهو من أئمة الحديث والأفاضل في زمانه وفي الفقه وعلم العربية والدين، مارأيت أحداً أقرأ من عاصم بن أبي النجود، ما استثنى أحداً أقرأ من أصحاب عبد الله.

وكان عاصمٌ نحوياً فصيحاً مشهور الكلام، حسن الحديث، يكاد يدخله الخيلاء إذا تكلم، وكان حسن الصوت يحب الناس قراءته والاستماع إليه، وكان عابداً خيراً كثير الصلاة، وكان لا يزال في المسجد يوم الجمعة، حتى يصلي العصر، ومات رحمه الله سنة ثمان وعشرين ومائة بالكوفة، وقيل: سنة تسع وعشرين، وقيل: مات بالسماو [موضع بالبادية] (٣) وهو يريد الشام، واشتهرت قراءته عن أبي بكر بن عياش بن سالم الأسدي، وهو شعبة، وقيل: محمد وقيل: مطرِّف، وقيل: عنترة، وقيل كنيته اسمه. وعن أبي عمر


(١) زر بن حبيش، أبومريم الأسدي الكوفي، أحد الأعلام، عرض على عبدالله بن مسعود، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، عرض عليه عاصم بن أبي النجود، وسليمان بن الأعمش. مات سنة اثنتين وثمانين.
(غاية النهاية ١/ ٢٩٤)
(٢) عمرو بن عبد الله بن علي أبوإسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الإمام الكبير، أخذ القراءة عرضاً عن عاصم ابن حمزة، وعلقمة، والأسود وغيرهما، أخذ القراءة عنه حمزة. توفي ستة اثنتين وثلاثين ومائة.
(غاية النهاية ١/ ٦٠٢)
(٣) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>