للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٤٥/ ب)

إما أن يكون بمعنى تنبت فيتفق معنى القراءتين، فيكون بالدُّهن حالاً أي: تُنبت ملتبسةً بالدهن أي: وفيها الدهن، وقد جاء أَنْبَتَ بمعنى نَبَتَ، قال الفرَّاء (١) /: وأنشد قول زهير (٢):

رأيت ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم … قطيناً لهم حتى إذا أنبت البقلُ

الثاني: أن يكون المفعول محذوفاً بتقدير تُنبت زيتونها وفيها الدهن، وقال ثعلب، وقطرب، وأبو عبيدة (٣)، وحكاه [ابن مجاهدٍ عن] الفرَّاء أيضاً: أنَّ الباء زائدة كما في قوله تعالى: {بإلحاد بظلم} (٤)، وقال الشاعر (٥):

شَرِبْنَ بماءِ البحر ثم تَرَفَّعَت … متى لُجَجٍ سودٍ لهن نئيجُ

وقال آخر (٦):

بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ السِّدْرَ ووسْطُهُ … وأَسْفَلُهُ بالمرْخِ والشَّبَهانِ

و {سَيناء} (٧) بالفتح فَعْلاء، فلا ينصرف كحمراء، و (سِيناء) بالكسر لغة كنانة، ولم يصرف للعلمية والتأنيث، لأنه اسم للبقعة، وليس بفِعْلاء لأنه ليس في العربية فِعْلاء همزته للتأنيث، فوزن (سِيناء) فِعْلال، والهمزة منقلبة عن ياءٍ لوقوعها طرفاً بعد ألفٍ زائدةٍ.


(١) معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٣٣.
(٢) وهو في ديوانه ص/ ١١١، واللسان (نبت) ٢/ ٤٠١، ومعنى القطين: أهل الرجل وحشمه.
(٣) مجاز القرآن ٢/ ٥٦.
(٤) الآية ٢٥ من سورة الحج.
(٥) البيت لأبي ذؤيب الهذلي وهو في الخصائص ٢/ ٨٥، وأمالي الشجري ٢/ ٢٧٠، والخزانة ٣/ ١٩٣.
(٦) البيت للأحول اليشكري، وهو في مجاز القرآن ٢/ ٤٨، والجمهرة ١/ ٤٥، واللسان (شبه) ١٧/ ٤٠٠، وتفسير الطبري ١٨/ ٥٩٨.
(٧) الآية ٢٠ من سورة المؤمنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>