فقوِي لمجاورته بالمد لئلا يسقط لخفائه من اللفظ عند سرعة التلاوة، وإنما أظهره بالمدِّ دون التضعيف لأنَّ التضعيف تثقيل، ولأنَّ المد مجانس للحرف من حيث إنه لايخرج من مخرجه إلا به فكان إظهاره به أولى.
وسوَّى في القصيد بين جميع القرَّاء في مقدار المد في هذا، وقال الحافظ أبوعمروٍ وغيره: أطولهم مداً ورش وحمزة، ودونهما عاصم، ودونه ابن عامر والكسائي، ودونهما أبو عمروٍ من طريق العراق، ودونه قالون من طريق أبي نشيط بخلاف عنه، ثم قال بعد ذلك: وهذا كلُّه على التقريب من غير إفراط، وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر ولذلك رتَّب ابن غلبون، وقدَّر بعض القرَّاء أطول المد بألفين، أو واوين، أو ياءين وهو في مذهب ورش وحمزة، ودون ذلك لعاص ٥ م.
والقسم الثاني أوسط وهو لابن عامرٍ ويقدر بألف ونصف، ودونه لأبي عمر الدوري عن أبي عمروٍ، والرابع القصر ويقدر بألف وفيه تساوى الباقون.
وقال بعضهم: فإذا قرأ القارئ {يَوَيْلَتَى أَأَلِدُ}(١) فعلى مذهب ورش تكون المدة في ياويلتى بقدر ألفين وفي أألد بقدر ألف، وعلى مذهب أبي نشيط عن قالون وأبي عمر الدوري، عن أبي عمروٍ وهشام، عن ابن عامرٍ يكون ياويلتى بمقدار ثلثي ألف فيكون ءألد بمقدار ألفين وياويلتى بمقدار ألف وثلث لأنهم يدخلون في نحو أألد بين الهمزتين ألفاً، وعلى مذهب الحلواني عن قالون والسوسي تكون الأولى مثل نصف الثانية وتقدر الثانية بألفين والأولى بألف، الأولى على أصلها في القصر، والثانية على الفصل، وعلى مذهب ابن