للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وإنما فتح العين مَنْ فتحها لأنَّ العين عندهم من الحروف التي تفتح فيها عين الفِعل، فيقال لهم: وكذلك الهمزة هي أيضاً من الحروف التي تفتح فهلاّ فُتِحَت في الضأن فقيل: الضَّأَن. انتهى كلامه.

والذي ذكر الأئمة أنهما لغتان، وهو جمع ماعز، فمَنْ أَسكن فهو مثل: تاجِر وتجْر، وصاحِب وصَحْب، ومَنْ فتح فهو مثل: حارس وحرَس، وخادم وخدَم.

قال أبو محمد (١): هو عند سيبويه (٢) اسم جمعٍ يُصَغِّرُه على لفظه، وعند الأخفش (٣) جمعُ ماعزٍ يرُدّه في التصغير إلى واحده.

ومعنى قوله: «كما في دينهم» أي: في عادتهم، لأنهم أنَّثوا السابق، ورفعوا على أنَّ (كان) بمعنى الحدوث والوقوع، ونصبوا على أنها الناقصة، وأنَّثوا على أنَّ الفعل لمّا وليَ الميتة وإن كانت خبراً أُنِّث، وعلى أنَّ ما في بطون الأنعام هو الميتة في المعنى، وكذلك هاهنا قرروا أن تكون الجثة أو النفس ميتةً، والتقدير: الذي أوردتُه ثَمَّ أحسنُ من تقديرهم: وهو وإن تكن الأجنةُ ميتةً.

وكذلك هاهنا أقول: إلا أن تكون الأنعامُ ميتةً، ومعنى {إلا أن يكون ميتةً} (٤) بالياء والنصب، إلا أن يكون الموجودُ ميتةً.

ومعنى «كلأ» حرس لأنَّ الرَّفع أراح من التعب في تقدير محذوفٍ فحصلت به الحراسة.


(١) الكشف ١/ ٤٥٦.
(٢) الكتاب ٣/ ٦٢٦.
(٣) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٠٨.
(٤) الآية ١٤٥ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>