للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي (١): "مَنْ فَتَح أضمر الجار أى: نادته بأنَّ؛ فأنَّ عند سيبويه في موضع نصب (٢)، وعند الخليل في موضع جرٍّ، ومَنْ كسر أضمر القول أي: فقالت: (إنَّ) مثل: {والملئكة يَدخُلون عَليهم من كلِّ باب سلامٌ

/ عَليكم} (٣)، {والملَئِكَةُ باسِطُوا أيدِيهم أَخْرِجُوا} (٤) ".

قال (٥): «وزعموا أنَّ في حرف عبد الله فنادته الملائكة يا زكريا، وموضعه نصبٌ بالنداء، وكذلك إن أضمرته كما تحذف المفعولات، فلا يجوز الفتح في (أنَّ) على هذا، لأنَّ نادى قد استوفى مفعوليه: الضمير والمنادى».

ومعنى ما ذكره أنَّ مَنْ فتح قدَّر حرفَ الجر محذوفاً، فيكون (أن) في موضع نصبٍ بإسقاط الخافض، والخليل يجيز إعمالَ حَرْفِ الجر محذوفاً لِكَثْرَة حذفه مع (أنَّ)، فهي على قياس قوله في موضع جرٍّ، ومثل هذا قولهم: (اللهَِ لأ فعلنّ) بالنصب والخفض، فَمَنْ نَصَبَ، فلأنَّ الفعل اتصل به فنَصَبه لما حذف حرف القسم، ومَنْ خفض أعمل حرْف الجر، وهو محذوفٌ لكثرة حذفه في القسم، ومَنْ كسر (إن) أضمر القول أي: فنادته الملائكة فقالت.

ويجوز أن يكون أقام النداء مقام القول لأنه قولٌ، وأيَّدَ ذلك قراءة عبد الله يازكريا إنَّ الله، وإليه أشار بقوله: «يكسر في كلا» أي: في حفظٍ [وحراسةٍ] (٦).


(١) الحجة ٣/ ٣٦.
(٢) بل إنّ سيبويه يرى أنّ المحل هو الجر والخليل يرى النصب كما في الكتاب ٣/ ١٢٦ - ١٢٧.
(٣) الآية ٢٣ من سورة الرعد.
(٤) الآية ٩٣ من سورة الأنعام.
(٥) الحجة ٣/ ٣٧.
(٦) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>