للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: قد عَطَفَت الواو على جارٍّ وناصبٍ [وهما] (١) (في) و (إن)، وردَّ المبرّد هذه القراءة، ورفع (لآيات) و (آيات) ليتخلص/ من العطف على عاملين فوقع في ما فرَّ منه، لأنه جرَّ (واختلاف) عاطفاً على معمولٍ في، ورفع (آياتٌ) بالابتداء عطفاً على موضع (إن).

وغَلَّط ابن السَرَّاج أبا العباس والأخفشَ فيما ذهبا إليه، وقال: لا فرق بين الرفع والجر في الآية الثالثة في أنه ليس فيها عطفٌ على عاملين، وجعل آياتٍ الأخيرة مكررةً للتأكيد، كقولك: إنَّ زيداً في الدار والبيت زيداً، فهذا التعليل من قولنا: إن الآيات مكررة لطول الكلام تأكيداً يَشْمَلُ وجهي الرفع والنصب، والتقدير في النصب: إن في السموات وفي خلقكم واختلاف الليل والنهار وآياتٍ، وفي الرفع: وفي خلقكم وفي اختلاف الليل والنهار آياتٌ.

وقد تقدَّم أنه لم يُرِد بقوله: «أضمِر» أضمر حرف الجر، وإنما أراد ما ذكره، (وما يبثُّ) معطوفٌ على خَلْق مِنْ خلْقِكُم لا على الكاف والميم، لأنَّ المضمر المخفوض لا يُعْطَفُ عليه إلا بإعادة الخافض.

وقال بعض الناس: (آياتٌ لقومٍ يوقنون) النصب والرفع على قولك: إنَّ زيداً في الدار وعمراً في السوق، أو وعمروٍ في السوق.

وأما قوله: {آيَتٌ لِقَوْمِ يَعْقِلُون} (٢) فَمِنَ العطف على عاملين سواءٌ نصبت أو رفعت، فالعاملان إذا نصبت هما (إنَّ وفي) أقيمت الواو مقامهما فعملت الجرَّ في (واختلاف الليل والنهار)، والنصب في (آيات)، وإذا رفعت فالعاملان الابتداء، وفي، عملت الرفع في (آيات)، والجر في

(واختلاف).


(١) غير واضح في الأصل.
(٢) الآية ٤ من سورة الجاثية.

<<  <  ج: ص:  >  >>