للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: (ويحما) في موضع نصبٍ بأنه مصدر، فلما لم يُنْصَب ويلحقه التنوين عَلِمْتَ أنَّ الفتح إنما جُعِل فيه للبناء مع (ما)، قال: ومثله ما أنشد أحمد بن يحيى (١):

أثورَ ما أصِيدُكُم أم ثَوْرَيْن … ..................

لولا بناؤه مع (ما) لقال: أثوراً، قال: وأنشد أيضاً (٢):

* تَسْمَعُ للجنِّ به زِيزِيزَمَا *

فزيزيز: فِعْلِيلٌ مِثْلُ شِمْليلٍ بُنِيَ مع (ما)، وقول حميد: «بأي وأينما» أخرج أي عن الاستفهام، وجعله كنايةً عن بقعةٍ كَمَا كان فلان كنايةً عن الأناسِيّ؛ ولم يصرف للتأنيث والتعريف، وكذلك أخرج (أينما) أيضاً عن الاستفهام، وبناه مع (ما)، وموضعه جرٌّ عطفاً على موضع (أي)، ومثل إخراج (أي) هنا قولهم: مررت برجل أيِّما رجلٍ.

........................ … والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حَالٍ دَهَارِيرُ (٣)

كأنه قال: والدَّهرُ دَهَاريرٌ كلَّ حالٍ فأعمل معنى الفعل في الظرف مقدماً، كقولهم: كل يوم لك ثوب، وحكى أبو عليٍّ (٤) عن الجرْمِي نصبَ (ثل) على الحال، والعامل فيه لحقٌّ، لأنه من المصادر التي يوصف بها، وفيه ذكر مرفوع هو ذو الحال.

(١٧٦/ أ)

قال: ويجوز أن تكون الحال على النكرة/ الذي هو حق في إنه لحق، قال: وإليه ذهب الجرمي، قال: ولم يعلم عنه أنه جعله حالاً من الذِّكْرِ الذي


(١) البيت في اللسان وتمامه: «أم تيكم الجمَّاء ذات القرنين»، انظر اللسان (قرن) ١٧/ ٢١١.
(٢) تقدم ذكره في سورة المؤمنون عند البيت رقم (٢).
(٣) قيل لعثير بن لبيد العذري، وصدره: «حتى كأنْ لم يكن إلاّ تذكُّرُهُ» وهو في الكتاب ١/ ٢٤٠، اللسان (دهر) ٥/ ٣٨٠، وفرحة الأديب ص/ ٨٦.
(٤) الحجة ٦/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>