للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُطِيرُ أعاجيبُ القرآنِ مَنامَهم … وتَبْتَسِمُ الأفكارُ عَنْها كمائِما (١)

ولكنْ مفازاتُ الوصولِ إلى المُنَى … تُواصِل أَحْزَانَاً وتُصْلِي سَمَائِمَا

سِوى أنَّ في الأسحارِ بردَ مَوَاهب … تهب بها الأرواحُ عِزَّاً مَيَاسِمَا (٢)

أولئك أقوامٌ بهم قامتْ العُلا … أقامُوا لإجلال العلومِ مقاوِمَا

وللعلمِ أعلامٌ تبينُ أهلَهُ … وخشيتُهم لله تهدي العوَالما

وما يعقل الأمثالَ إلا قلوبُهم … إذا ضُرِبتْ للعالمين دَعَائِمَا

وهم شهداءُ اللهِ للهِ معهُ والـ … ملائكُ بالتَّوْحيد والقِسْطِ قَائِمَا

تعرُّوا وجَاعُوا والهواجرَ أظمأوا … والَاقْدامَ صفُّوا والجباهَ أوارِمَا (٣)

عليك بالاسترجاعِ إِنَّكَ فَاقِدٌ … حياةَ العُلا وابغِ السَّلْوَ مُنَادِما (٤)

عليك سلامُ اللهِ يا مَيِّتَ غيلَةً … تحيَّةَ مَنْ أَوْدَعْتُهُ مِنْكَ جاحِما (٥)

وودعتَهُ بين المهالكِ والهاً … لما كان يرجوه لديكَ شَوَائِما (٦)

بوارق لا أبكي سِوَاها مَوَاطِرًا … ولا أشتكي إلا لهنَّ كَظَائِمَا

وله قصيدته المعروفة بعقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد (٧) نظم فيها المقنع لأبي عمروٍ رحمه الله في الرسم، وزاد عليه، وهي مائتان وثمانية وتسعون بيتاً

والآن أبدأ بشرح حرز الأماني مستعيناً بالله، وهو خير مُعين، قال رحمه الله، وقرأتها عليه غير مرةٍ عارضاً ومقيداً:


(١) وهو وعاء الطلع وغطاء النور. مختار الصحاح (كمم) ص/ ٥٧٩.
(٢) الميسم: المكواة التي يوسم بها الحيوان.
(٣) لعله المراد الورم الذي يصيب الأقدام من طول القيام.
(٤) النديم: الصاحب.
(٥) الجمر الشديد الاشتعال.
(٦) قوله: [والها] في (ع) [تائها].
(٧) وقد شرحها الإمام السخاوي وسمى الشرح: «الوسيلة بشرح العقيلة» وهو لا يزال مخطوطاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>