للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شيخنا رحمه الله: وإياك وطعنَ الطبري/ على ابن عامرٍ، فقد ذكر أبوعبيد إمام الأئمة أنَّ ابن عامرٍ إمام أهل الشام في القراءة، وكذلك عدَّه في الأئمة الإمام المتقن أبو مزاحم صاحب القصيدة التي نظمها في اختياره في أئمة الفقه (١) ذكرها عنه أبو عمر ابن عبد البر وغيره، واشتهرت عنه قصيدته الأخرى في القراءة، قال رحمه الله: وكذلك ذكر ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وأخرج عنه مسلم بن الحجاج حديثاً في كتاب الزكاة، ولو لم ينسب إليه إلا هشام بن عمار الإمام المرضي حديثه وضبطه لكفى في ذلك شهرةً لقراءته، وقد جار عليه أبوغانم المضفر بن أحمد بن حمران (٢) في كتاب القراءة له، ولم يصنع شيئاً وكذلك فعل بغيره، وهو رجلٌ مشغوفٌ بنفسه، فعجب باختياره؛ والقراءة لا يتوصل إليها إلا بالنقل، ولا مدخل فيها [للرأي] (٣)، ولم يذهب إلى هذه البدعة إلا أحد رجلين: نحوي لا معرفة له بالآثار وبأحوال الصدر الأول وحمايتهم وذبهم واهتمامهم، أو رجلٌ غلبت عليه المقاييس والآراء واستحوذ عليه هواه.

والسلسس: السهل السلس حال ابتلاعه.


(١) ثمة قصيدتان لأبي مزاحمٍ الخاقاني، الأولى في الفقه وهي لاتزال مخطوطاً لم يطبع، والأخرى في التجويد وهي المشهورة، وقد طبعت مع قصيدة للإمام السخاوي، وقام بنشرها وتحقيقها الدكتور عبدالعزيز القارئ. رواها عنه الأئمة الكبار.
(٢) المضفر بن أحمد بن حمران أبو غانم المصري، مقرئ جليل قرأ على أحمد بن هلال، قال الداني: وهوأجلَّ أصحابه ألف كتاباً في اختلاف السبعة. توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
(غاية النهاية ٢/ ٣٠١)
(٣) في الأصل [في الرأي].

<<  <  ج: ص:  >  >>