للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العباس بن الفضل الأنصاري (١): ما رأت عيناي مثل أبي عمرو بن العلاء، وما بأقطارها مثل أبي عمرو بن العلاء، ولا تلد النساء مثل أبي عمرو ابن العلاء.

قرأ على مجاهد بن جبر، وقرأ مجاهد على ابن عباس ٠ ولما توارى أبو عمرو من الحجَّاج، مازال الفرزدق يتوصل حتى لقيه فقال:

مازِلتُ أُغْلِقُ أبواباً وأفتحُهَا … حتى لقيت أبا عمروِ بنِ عمار (٢)

حتى رأيتُ فتىً فَخْمَاً دَسِيعتَه … مُرُّ المريرةِ حرٌ وابنُ أحرارِ

تنميهم من مازنٌ في فرعِ نبعتِها … جدٌّ كريم وعودٌ غيُر خوَّارِ

ولد بمكة سنة ثمان، وقيل سنة تسع وستين، ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة سنة أربع، وقيل خمس وخمسين ومائة، وعاش نحواً من ست وثمانين سنة، وأصله من كارزون (٣)، وكانت وفاته أيام المنصور ثمان عشرة سنةً مضت من خلافته.


(١) العباس بن الفضل الواقفي الأنصاري البصري، قاصي الموصل، حاذق ثقةٌ، روى القراءة عن أبي عمرو ابن العلاء، روى القراءة عنه حمزة بن القاسم. توفي سنة ستٍ وثمانين ومائة.
(غاية النهاية ١/ ٣٥٣)
(٢) ديوان الفرزدق ١/ ٣٨٢، ومعنى أغلق أبواباً أي: أبواباً في العلم، ويعجب بعلمه حتى رأى أبا عمروٍ البصري، فرأى علم أبي عمروٍ فعرف حقيقة نفسه.
(٣) كازرون مدينة بفارس بين البحر وشيراز.
(معجم البلدان ٤/ ٤٢٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>