للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمه ولمع نجمه في مصر وفي العالم الإسلامي، فصار كعبة للعلماء والقراء من سائر الأقطار.

تصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية التي بنيت لأجله، وكانت له حلقةٌ للإقراء في جامع عمرو بن العاص، وتهافت الناس عليه يقرؤون القراءات.

وقد طلب منه الأمير أن يحضر إليه فاعتذر وقال (١):

قُلْ للأميرِ نصيحةً … لاتَرْكَنَنَّ إلى فقيهِ

إنَّ الفقيهَ إذا أتَى … أبوابكم لا خير فيهِ

ثم زار القدس قبل وفاته بثلاث سنين وصام به شهر رمضان واعتكف بعد أن فتحها الملك صلاح الدين الأيوبي، ثم رجع إلى القاهرة.

أسماء شيوخه وترجمة أشهرهم.

أخذ الإمام الشاطبي عن شيوخ من بلاد الأندلس وغيرها من بلاد المسلمين، وسأذكر أهم هؤلاء الشيوخ الذين ذكروا في الكتب والتراجم والتاريخ والسير، وهم:

١ - أبو عبد الله محمد بن العاص النفزي المقرئ (٢)، أخذ القراءات، وجوَّدها عن أبي عبد الله بن سعيد الداني، وكان ديناً خيراً بصيراً بالروايات، وعنه أخذ أبو عبد الله ابن سعادة، وأبو القاسم الرُّعيني الشاطبي، وهو قديم الوفاة. توفي سنة بضعٍ وخمسين وخمسمائة.

قرأ عليه الشاطبي القراءات السبعة، وقد أجازه بها، وقد أورد الإمام السخاوي نصّ الإجازة في هذا الكتاب (٣).


(١) معرفة القراء الكبار ٢/ ٥٧٥.
(٢) معرفة القراء الكبار ٢/ ٥٤٦، غاية النهاية ٢/ ٢٠٤.
(٣) انظر قسم التحقيق في هذه الرسالة ١/ ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>