للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرواية في {تُئْوِيهِ} و {تُئوِي إِلَيْكَ} تدل على أنه ذلك عن أبي عمروٍ، فقد صرح ابن مجاهدٍ في كتابه بنسبة ذلك إلى أبي عمروٍ، وقال: «فإذا كان سكون الهمزة علامة للجزم لم يترك همزها مثل {ننسأها -وتسؤكم}، {وهَيئْ لَنَا} (١)، و {اقْرَأْ كِتَابَكَ} (٢)، و {مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ}، {ويُهَيئْ لَكُمْ} (٣) / وما أشبه ذلك فلم يبق سوى (ورِءْياً -ومُؤْصَدَة) وقد ذكر عن أبي عمروٍ [همزهما في موضعيهما في كتابه فثبتت جميع ذلك عن أبي عمروٍ بخلاف] (٤) ما ذكر أبو طاهر والذي في كتب الأئمة من ذلك صحيح ولله الحمد».

تعليل ذلك: أما ما سكونه علامة للجزم فيتجه في تحقيقه وجهان غير ما سبق أحدهما: أن يقال: إنَّ السكون فيه عارض، والأصل الحركة فكأنه تخيل ذلك فيه فحققه كما يحقق المتحرك.

الثاني: أنه لما تغير من الحركة إلى السكون لم يمكن تغيره مرة ثانية بالبدل وكذلك القول في ما سكونه للبناء لأنَّ الحركة أصله والسكون فيه عارض، وأما ما يؤدي إلى الإلباس فوجه تحقيقه أنَّ اشتقاقه من الرياء وهو الرِّي وما يظهر على الإنسان فكره ترك الهمز فيه لئلا يظن ظان أنَّ ذلك من الرِّي وهو الامتلاء بالماء.


(١) الآية (١٠) من سورة الكهف.
(٢) الآية (١٤) من سورة الإسراء.
(٣) الآية (١٨) من سورة الكهف.
(٤) مابين المعقوفتين سقط من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>