للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ ابن الجزري (١): كان الشاطبي يصلي الصبح ثم يجلس للإقراء، فكان الناس يتسابقون السُّرى إليه ليلاً، وكان إذا قعد لايزيد على قوله: من جاء أولاً فليقرأ، ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق: فاتفق بعض الأيام أن بعض أصحابه سبق أولاً، فلما استوى الشيخ قاعداً قال: من جاء ثانيا فليقرأ، فشرع الثاني في القراءة وبقي الأول لا يدري حاله، فأخذ يتفكر فيما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له، فتذكر أنه أجنب تلك الليلة ولشدة حرصه على النوبة نسي ذلك لمَّا استيقظ من نومه، فبادر إلى النوبة، فاطلع الشيخ على ذلك، فأشار للثاني بالقراءة، ثم إنَّ ذلك الرجل بادر إلى الحمام المجاور للمدرسة فاغتسل به، ثم رجع قبل فراغ الثاني، فلما فرغ الثاني قال الشيخ: من جاء أولاً فليقرأ، فقرأ.

قال الإمام السخاوي (٢): سمعت أبا عبدالله الكردي يقول: حججت سنة ثمانين وخمسمائة فسمعت جماعةً من المغاربة يقولون: من أراد أن يصلي خلف رجلٍ لم يعص الله قطُّ في صغره ولاكبره فليصلِّ خلف أبي القاسم الشاطبي.

مؤلفاته:

١ - ألّف الإمام الشاطبي قصيدته المشهور المسماة بـ «حرز الأماني ووجه التهاني»، وقد سماها في القصيد قال:

وسَمَّيتُهَا حِرْزَ الأمَانِي تَيَمُّنَا … ووَجَهَ التَّهَانِي فَاهْنِهِ مُتَقَبَّلا


(١) غاية النهاية ٢/ ٢١.
(٢) ذكره القسطلاني في كتابه. مختصر الفتح المواهبي ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>