للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما لبثت الفرد نحو: {لَبِثْتُ فِيكُمْ} (١)، و {لَبِثْتَ فِينَا} (٢)، والجمع نحو: {لَبِثْتُم} (٣) فحجة الإظهار اختلاف المخرجين مع أنَّ الثاء أصلها الحركة، وإذا كانوا يظهرون الذال من {إِذْ تَقُولُ} (٤) ولا أصل لها في الحركة، والثاء أخت الذال لأنهما من مخرجٍ واحدٍ، فالإظهار مع أنَّ أصلها الحركة أولى، وحجة من أدغم أنه رُسِم في المصحف على الإدغام مع وجود التقارب وحصول الاتصال في كلمةٍ واحدةٍ، وكثرة الدور وهذا كلُّه يقتضي التخفيف.

وقوله: «صاد مريم» مفعول والعامل مضمر، والتقدير وأظهر حرمي نصر صاد مريم، [وقوله: «وصلا» فيه ضمير يرجع إلى حرمي نصر لأنه في الظاهر مفرد وإن كان يدل على جماعة كما قال في موضع آخر:

حِرْمِيُّه كلا (٥)

والألف في وصلا لإطلاق القافية وأشار بقوله: «حرمي نصر» إلى ما ذكرته في نصر حجة الإظهار.

وقوله: «الفرد والجمع» بالرفع كقوله -عز وجل-: {وكُلٌّ وَعَدَ اللهُ الحسْنَى} (٦) في قراءة ابن عامرٍ، ومعنى «وصلا» توصيل ما بعد صاد مريم به في الحكم.


(١) الآية (١٦) من سورة يونس.
(٢) الآية (١٨) من سورة الشعراء.
(٣) الآية (١٩) من سورة الكهف وغيرها.
(٤) الآية (١٢٤) من سورة آل عمران.
(٥) البيت من الشاطبية وهو في سورة الأعراف برقم (١٢) وتتمته:
ألا وعَلَى الحِرْمِيُّ إنَّ لَنا هُنَا وأَو أَمِن الإسكانُ حِرْمِيُّه كَلا
(٦) الآية (١٠) من سورة الحديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>