للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك لم يخرج على ما يجب لها إذ كان إخراج الباء من مخرجها يمنع من التصويت بالغنة من أجل انطباق الشفتين بالباء، وأما إظهارها مع حروف الحلق فإنذَ الشفتين لاتنطبقان هناك والإدغام أيضاً لا يحسن للتباعد في المخرج والمخالفة بالغنة المختصة بالنون دون الباء، فلما وقع التباعد بالمخرج والمخالفة في الجنسية بطل الإدغام.

ألا ترى أنَّ الميم من مخرج الباء ومع ذلك لا تدغم الميم في الباء لذهاب غنتها بالإدغام، فالأولى أن لا تدغم فيها النون التي ليست من مخرجها، والسبب الذي امتنع له إدغام الميم موجود في النون، والإخفاء أيضاً لايحسن كما لا يحسن الإظهار، لأنَّ اللفظ بالياء يمنع من إتمام الصوت بالغنة فلما لم يحسن وجهٌ من هذه الأوجه الثلاثة لم يبق إلا القلب.

والميم تشارك الباء في الجهر والمخرج، وتشابه النون في الغنة والجهر فكانت أولى بهذا التوسط من سائر الحروف، وإنما لم يقلبا عند الواو ميماً كما قُلبا عند الميم [وإن كانت الواو من مخرج الباء لأنَّ الواو تخالف الميم في] (١) [اللين والمد وتتجافى عنها الشفتان بخلاف الباء فإنها توافق الميم في] (٢) لزوم الشفتين، وإنما كانت النون في الإدغام مقصورةً على المنفصل، وفي الانقلاب استوى المتصل والمنفصل لأنها في المتصل، لو أدغمت لالْتبس كما سبق وفي الانقلاب لا إلباس لأنه لم تقع ميمٌ ساكنةٌ قبل الباء في كلمةٍ قط فيخشى الإلباس، ولأنَّ القلب لا بد معه من التصويب بالغنة في الحرف المقلوب إذ لا تشديد هناك يخرجه عنه فارتفع الإلباس من كلِّ وجهٍ.


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ب، ت).
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>