للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{زَاغَتْ عَنْهُم} (١) وإنمالم يذكر أزاغ لأنه ليس من هذا الباب، وهو مثل {أصَابَهُم القَرْح} (٢).

وعلة فتح زاغت في الموضعين اتباع الأثر، والجمع بين اللغتين.

وأما جاء فأصله جَيَأ فأميلت الألف والجيم لما سبق في خاب، وأيضاً فإنَّ آخره همزة، وهي تُشبه الألف لأنها تبدل منها كثيراً وتقاربها في المخرج فصارت كأنها ألفٌ، وأيضاً فإنَّ عين المستقبل منه مكسورة.

وأصل شاء شَيِئ مثل عَلِمَ، والكلام فيه بعد كالكلام في جاء، وزاد مثل خاب أصله زَيَدَ، ووافق ابن ذكوان على شاء وجاء لقوة الإمالة فيهما بما ذكرت من العلل.

وجملة ما جاء من جاء في القرآن مائتان واثنان وعشرون موضعاً، وليس {فَأَجَآءَهَا المخَاضُ} (٣) من هذا، ولا خلاف في فتحه لأنه رباعي، وأوْ وَلي جاء اسمٌ ظاهرٌ، أومكني نحو: {جَاءَ رَبُّكَ} (٤)، و {جَاءَ بِعِجْلٍ} (٥)، و {جَاءَ نَصْرُ اللهِ} (٦)، و {فَمَنْ جَاءَهُ} (٧)، و {مَا جَاءَكَ مِنْ العِلْمِ} (٨)، و {جَاءَتْك آيَتِي} (٩)، و {جَاءتَهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} (١٠)، و {لما


(١) الآية (٦٣) من سورة ص.
(٢) الآية (١٧٢) من سورة آل عمران.
(٣) الآية (٢٣) من سورة مريم.
(٤) الآية (٢٢) من سورة الفجر.
(٥) الآية (٦٩) من سورة هود.
(٦) الآية (١) من سورة النصر.
(٧) الآية (٢٧٥) من سورة البقرة.
(٨) الآية (٢٤٥) من سورة البقرة.
(٩) الآية (٥٩) من سورة الزمر.
(١٠) الآية (٢٢) من سورة يونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>