للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها أقوى منه في {كُرْسِيُّهُ} (١)، و {مَرْجِعُهُمْ} (٢) وشبهه ووجه قوة الكسرة فيها كونها مشابهةً لحروف المد واللين، ولَمَّا قوِي الكسر فيها قوِي فيما شابهها، وأيضاً فكأنه استشعر إلقاء حركة الهمزة على الراء وكسرها بكسرتها فصارت في حكم الراء المكسورة الواجب ترقيقها وإن كانت ساكنة، وليس كذلك الحكم في كرسيه وشبهه، ولهذا الاستشعار أدخلوا عليه همزة الوصل اعتداداً بهذا الحذف المقدر والإلقاء المستشعر، ومعاملتهم إياه في التعويض مما استشعروا حذفه معاملة اسم وابن في تعويضهما مما حذف منهما فقالوا: هذا امرؤٌ كما قالوا: هذا ابنٌ فحكم الترقيق في هذا لهذا التوهم كحكم إدخال همزة الوصل عليه لأجله أيضاً.

وأما وقوع الياء بعدها فنحو {قَرْيَة} (٣)، و {مَرْيَم} (٤) فذهب قومٌ إلى ترقيق الراء (٥) كما ترقق للياء الواقعة قبلها ليتقارب الصوت ويتشاكل [ولو فخمناها لتضاد وتنافر وحصلت في اللفظ كلفة] (٦).


(١) الآية (٢٥٥) من سورة البقرة.
(٢) الآية (١٠٨) من سورة الأنعام.
(٣) الآية (٢٥٩) من سورة البقرة وغيرها.
(٤) الآية (٨٧) من سورة البقرة وغيرها.
(٥) قال ابن الجزري: «وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما وهوالذي لايوجد نص على أحدٍ من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعليه العمل في سائر الأمصار وهوالقياس الصحيح».
(النشر ٢/ ١٠٢)
(٦) مابين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>