للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَرْبٍ} (١)، و {تَرْجِعُون} (٢)، و {الأنْعَام} (٣)، و {الحَرْث} (٤).

قال: وفي الإجماع على تفخيم الراء في هذه المواضع دليلٌ بيَّنَ على خطأ من رقق الراء فيما تقدم واعتدَّ بمكان الياء.

وأجابه بعض الشيوخ فقال: امتناع الترقيق لا يخلو إما أن يكون لفتحة الياء، أو لأنَّ الياء بعد الراء فإن كان المانع فتحة الياء فإنَّ الياء حكمها في الترقيق عند اللفظ بها مع الفتح حكمها مع السكون، وذلك أمر محسوس إذا قلت: (يا)، ألا ترى أنَّ تفخيمها خطأٌ بإجماع، وإذا كان حكم الترقيق في اللفظ بها باقياً كما قلنا بما يمنع من ترقيق الراء التي قبلها لأجلها ليتجانس الصوت ويتقارب اللفظ بها.

قال: وأيضاً فإنَّ الياء تزيد بالتحرك ثقلاً فمراعاة المتحركة في ترقيق ما قبلها أقوى من مراعاة الساكنة لها لزيادتها في التثقيل عليها، وإن كان المانع كون الياء بعد ترقيق الراء فرع عن الإمالة، والإمالة أكثر أسبابها بُعْدٌ، وإذا كانت أسباب الأصل كذلك لم يمنع أسباب الفرع تأخرها.

قال: وأما مواضع الإجماع التي ذكرها فإنَّ الياء فيها لا تخلو من قسمين أن تكون ياءَ تثنيةٍ، أو تكون لام الفعل منقلبة عن ألف، فأما ياءُ التثنية فلأنها لا يلزم الترقيق لها لكونها غير لازمة لأنها تنتقل في الرفع إلى الألف، وأمَّا لام الفعل فلا يلزم الترقيق لها أيضاً لكون التغيير فيها عارضاً لاتصال المضمر


(١) الآية (٦٤) من سورة الأنعام.
(٢) الآية (٢٨) من سورة البقرة وغيرها.
(٣) الآية (١٤) من سورة آل عمران وغيرها.
(٤) الآية (١٤) من سورة آل عمران وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>