للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {مِنْ دُونِي أولياء} في الكهف، و {اجْعَلْ لِي ءايَة} (١) في آل عمران ومريم.

ثم قال: «وأربع اذ حمت هداها» وهي: {ولَكِنِّي أَرَكُم} (٢) في هود والأحقاف، والهاء بها تعود على كلمة ولكني، وتحتي في الزخرف {مِنْ تَحْتِي أَفَلا} (٣)، وفي هود {إِنِّي أَرَكُم بِخَيْر} (٤) وفيها {فَطَرَني أَفَلا} (٥).

وقوله: «إذ حمت هداها» يريد فتحت إذ حمت هداها يشير إلى حماية الحجة في فتحها، لأنَّ ولكني رسمت بغير ألف ففتحت اتباعاً للرسم في قلة حروفها، ومن راعى اللفظ أسكن لأنَّ حروف الكلمة تصير خمسة.

وأمَّا تحتي وإني فوجه الفتح ظاهر، وأمَّا فطرني فقد أوصل هاديه فتحه يعني ناقله لأنه هدى إليه بنقله إياه يشير إلى أنَّ حجته النقل، وأيضاً فإنَّ [كون] (٦) الفتح الأصل يقوّي الفتح مع الهمزة فتكون أولى كقوله (٧):

بدا لي أني لستُ مدرك ما مضى … ولا سابقاً شيئاً إذا كان جائياً


(١) الآية (١٠٢) من سورة الكهف.
(٢) الآية (٢٩) من سورة هود، والآية (٢٣) من سورة الأحقاف.
(٣) الآية (٥١) من سورة الزخرف.
(٤) الآية (٨٤) من سورة هود.
(٥) الآية (٥١) من سورة هود.
(٦) مابين المعقوفتين زيادة من (ع).
(٧) البيت لصرمة الأنصاري وهو في الخصائص لابن جني ٣/ ٣٦٦، الخزانة ١/ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>