للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زال بانقطاع الرسالة، وفي النداء أراد (١) به {ياعِبَادِي الذِّينَ آمَنُوا} (٢) في العنكبوت {والذِّينَ أَسْرَفُوا} (٣) في الزمر، وأشار بحمى شاع إلى حماية مذهب الإسكان بالحجة الشائعة، وهو أنَّ النداء باب حذف فأسكنوا هذه الياء في الموضعين وحذفوها من أجل النداء، واتباعهم الرسم يقضي إثباتها لهم في حال الوقف.

فإن قلت: فقوله: «وفي النداء» يدخل فيه قوله في الزمر {ياعِبَادِي الذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم} (٤) لوجود النداء ولام التعريف بعده.

قلت: هذه الياء محذوفة في جميع المصاحف ولا خلاف فيها بين القراء من هذه الطرق.

فإن قيل: فقد فتحها الأعشى عن أبي بكر، عن عاصمٍ من طريق الشمُّوني عنه في الوصل وحذفها في الوقف، وكذلك روى ضرار بن صرد (٥)، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكرٍ فتحها في الوصل، وروى قتيبة عن الكسائي إثباتها في الوقف.


(١) القسم الرابع وهو أن يكون بعد ياء الإضافة همزة وصلٍ وقد أسكنها كلها حمزة وافقه حفص في {عهدي الظلمين}.
(٢) الآية (٥٦) من سورة العنكبوت.
(٣) الآية (٥٣) من سورة الزمر.
(٤) الآية (١٠) من سورة الزمر.
(٥) ضرار بن صرد بن سليمان، أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقةٌ صالح، روى القراءة عن الكسائي، ويحيى بن آدم، روى عنه الحروف حمدان بن يعقوب، ومحمد بن خلف. توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائة.
(غاية النهاية ١/ ٣٣٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>