للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه ثلاث عشرة ياء أثبتها هؤلاء إلا أنهم في إثباتها على ما قرر؛ فنافعٌ، وأبو عمروٍ، وحمزة، والكسائي أصحاب الوصل دون الوقف، وابن كثيرٍ يثبت في الحالين، وكذلك جميع الباب يأتي على هذا مجملا.

وقد عرفت بما سبق أصحاب الإثبات في الحالين وفي الوصل، وأصحاب الحذف فيهما، والمرفل المعظم المسود من الناس، وهو من الثياب الطويل لانضياف الكسائي إلى من أثبتها أعني ياء {نبغ} في الكهف، وياء {يَأْت} في هود.

وحجة إثباتهما في الوصل أنَّ الياء فيهما علامة رفع الفعل، فأثبتها في الوصل كما ثبتت الضمة في السالم فيه وحذفها في الوقف كحذف الضمة في السالم فيه، والوقف موضع حذف وتغيير.

فإن قلت: فيلزم الكسائي ذلك في يسر.

قلت: هو رأس آية ورؤوس الآي في الفجر لا ياء فيها فاعتبرت المشاكلة كما فعل في الإمالة في {ضُحَها}، و {تلَها} (١) وشبهه على أنَّ الحذف في رؤوس الآي كثير مستعمل، وقد روى قتيبة والشيزري ونصير عن الكسائي إثبات الياء فيه في الوصل، قال أبو عمروٍ: وكذلك كان يقرأ ثم رجع إلى الحذف، قال: وأخبرنا ابن خاقان، أخبرنا أحمد بن محمد، أخبرنا علي بن عبد العزيز (٢)، حدثنا أبو عبيد قال: كان الكسائي يقرأ بالياء دهراً ثم رجع إلى غيره، وكذلك قال أبو الحارث عنه.


(١) الآيتان (١، ٢) من سورة الشمس.
(٢) علي بن عبدالعزيز أبو الحسن البغوي البغدادي، روى الحروف عن أبي عبيد، روى عنه إسحاق الخزاعي، وأحمد ابن يعقوب. توفي بمكة سنة سبعٍ وثمانين ومائتين.
غاية النهاية ١/ ٥٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>