للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميعها بالجمع تفَرَّد مِنْ ذلك في سورة إبراهيم والشورى، وقرأ ابنُ كثيرٍ منهما خمسة مواضع منها بالتوحيد تفَرَّد مِنْ ذلك بسورة الفرقان، وقرأ أبوعمروٍ، وابن عامرٍ، وعاصم بالتوحيد فيما تفرد به نافع [فجمعه] (١)، وقرأ حمزة جميع ذلك بالتوحيد/ إلا الذي في الفرقان، وتَفَرَّد مما قرأه بالتوحيد في سورة الحجر، وقرأ الكسائي بالتوحيد إلا في الحجر حيث تَفَرَّد بالتوحيد حمزة وإلا في الفرقان حيث تَفَرَّد به ابن كثير.

وقوله: «خصوصاً» لأنَّ القرَّاء اختصوا به دون نافع، وقوله: «زاكيه هللا» الهاء في زاكيه تعود على الموضع، وهللا إذا قال: لاإله إلا الله، والزَّكِي والزاكي واحد يشير إلى ذكر الله عند النعمة التي تحصُل بالغيث، وكذلك قوله: «دم شكراً»، والمواضع التي جاء ذكر الريح فيها لغير المطر لم يُشِر فيها كما فعل في غيرها كالذي في البقرة، والكهف، والجاثية.

واعلمْ أنَّ الذي في الأعراف، والفرقان، والنمل، والروم، وفاطر تَقْوَى فيه الحجة لقراءة التوحيد عندي ويظهر معناها ظهوراً واضحاً، وذلك أنَّ هذه السورذكر فيها الريح التي تتقدم المطر وهي واحدةٌ لأنَّ العرب تقول: الجنوب تجمع السحاب والشمال تعصره وتأتي بالمطر ففي الأعراف {وهوالذِّي يُرْسِل الرِّيَح نشرًا بين يَدَي رَحْمَتِه} (٢) يعني ريحَ الجنوب لتقدمها قبل المطر وجمْعِها للسحاب وكذلك في الفرقان والنمل وقد ظهر هذا المعنى في سورة الرُّوم حيث قال سبحانه {يُرْسِل الرِّيَاح فَتُثِيرُ سَحَاباً} (٣)، وكذلك في فاطر، ومعنى القراءة بالجمع في هذه المواضع أنها لما كانت تجيء متكررة أبداً كانت جمعاً.


(١) مابين المعقوفتين سقط زيادة من (ش).
(٢) الآية ٥٧ من سورة الأعراف.
(٣) الآية ٤٨ من سورة الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>