للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأنَّ هذه الكلمة وأختها وهي {خَبِيثَةٍ اجتُثَّتْ} (١) قد طالتا وكثرت حروفهما فثقل الكسر فيهما بعد الكسر والخروج من ذلك إلى الضم، والذي يستقيم في ذلك كلِّه أنَّ هذه المخالفة للأصول أوجبها الإتْباع والنقل.

«ورفعك ليس البر بنصب في علا» يشير إلى ما ذكره العلماء من ترجيح قراءة النصب من قبل إنَّ ما كان أقوى في التعريف أولى بأن يكون اسماً، قالوا: وأن تولوا أقوى في التعريف من البر، لأنَّ ما فيه الألف واللام قد يتنكر وأن تولوا لا يكون إلا معرفة لأنَّ التقدير: ليس توليتكم البر لا سيما وتوليتكم مضاف إلى مضمر وما أضيف إلى مضمر فهو أقوى في التعريف من المعرَّف باللام.

وأيضاً فإنَّ أنَّ وصلتها/ مشبهة بالمضمرات من قبل أنهما لا يوصفان والمضمر أولى بأن يكون اسم ليس من الظاهر فهذا معنى قوله: «في علا» (٢) أي: في حجج معتلية ولا معنى لهذا الترجيح فإنَّ القراءتين ثابتتان قويتان.

ومِن حجة الرفع أنَّ ما ولي ليس من هذين أولى بأن يكون اسمَها لأنها مع اسمها بمنزلة الفعل والفاعل وقد دلَّ قوله تعالى {وليس البر بأن تأتوا} (٣) على أنه الاسم لأنَّ الباء لا تكون إلا في الخبر، ويروى أنها في مصحف ابن مسعود وأبي {ليس البر بأن تولوا} وهذا لايلبس بقوله: {وليس البر} لأنه بالواو وقد قال: «ورفعك ليس البر».


(١) الآية ٢٦ من سورة إبراهيم.
(٢) قول الناظم: «ورفعك ليس البر» إنما ذكره من غير واوٍ ليبين أن موضع الخلاف إنما هو المجرد من الواو، وأما المقترن بالواو وهو قوله {وليس البر بأن تأتوا البيوت} فاتفق الجميع على قراءته برفع الراء.
(٣) الآية ١٨٩ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>