شيءٍ واحدٍ لأنها جواب: هل من رجل في الدار؟ لأنَّ (مِنْ) للإستغراق، فقيل في الجواب: لارجل في الدار على الاستغراق، ولمَّا كان الجارُّ والمجرور كشيءٍ واحدٍ جُعلت (لا) مع ما عملت فيه كشيءٍ واحدٍ تشبيهاً لها بما يقع جواباً عنه، وإنما بُنيت مع ما بعدها لأنها وقعت من النافية في الرتبة الثالثة، وذلك أنَّ أقوى النفي ما كان بليس فلذلك عملت على كل حال/ وبعدها (ما)، ولذلك نقصت عنها فلم تعمل إلا بشرط أن يليها الاسم ويتأخر الخبر ولا يفصل بينهما بإلا وبعدها لا ولذلك نقصت عن (ما) فلم تدخل إلا على النكرة وبُنِيت مع ما بعدها لضعفها وبعدها (لات) ولنقصها عن (لا) حُذِف اسمها أوخبرها، ولا يكون اسمها وخبرها إلا ظرفاً، فإذا قلت: لا رجل في الدار فمعناه حق نفي جميع الرجال لأنَّ ذلك جواب من قال: هل من رجل في الدار.
فمعنى قوله:«لا رفث» نَفْيُ جميع الرفث و (لا) مع ما بعدها في موضع رفع بالابتداء وفي الحج خبر عن جميعها.
فإن قلت: فما معنى هذا النفي وهل هو مثل قولك: لا رجل في الدار؛ والرفث يتصوَّر وجودُه في الحج.
قلت: معناه أنَّ الرفث إذا وقع بَطَل الحج وفسد لأنَّ مواقعة النساء والفسوق الذي هو الخروج عن حدود الله التي لايَصِحُّ الحج مع تعديها مُفْسِدٌ للحج فلا رفث ولا فسوق في الحج (١)، وقد وافق من قرأ بالرفع والتنوين على فتح ولا جدال لأنه عندهما وعند الآخرين بمعنى لا يقع جدال في الحج أي: تمارٍ في أنه في ذي الحجة.