للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكام منع من أراد أخْذَ شيءٍ من ذلك ثم قال إلا أن يخافا فالضمير راجع إلى الزوجين والخائف محذوف وهم الولاة والحكام، فالتقدير: إلا أن يخاف الولاةُ الزوجين ألا يقيما حدود الله فيجوز الافتداء والخوف بمعنى الظن قال الفرَّاء (١) الخوف في هذا الموضع كالظن، وفي قراءة أبي إلا أن يَظُنَّا، وقال أبوعبيدة: إلا أن يوقنا، وقال غيره: إلا أن يعلما، وقال الشاعر (٢):

أتاني كلام عن نصيب يقوله … وماخفت يا سلام أنك عائبي

يريد يا أبا سلام وهي كنية نُصيب أي: ماظننت.

وأما قول ابن النحاس (٣): «لوكان على لفظ يخافا لوجب أن يقال فإن خيف» فلايلزم لأنَّ هذا من باب الالتفات كما تقول: لاتفعل كذا إلا أن يضرب زيد فإن ضربته فافعل، فالتفت إلى الفاعل فسميته وهو من محاسن العربية؛ ويلزم من قرأ بفتح الياء على قول أبي جعفر أيضاً أن يقرأ فإن خافا وإنما هو في القراءتين على الالتفات.

وأما مااحتج به الفرَّاء (٤) لحمزة فلا يلزم من خطأ الفرَّاء في وجهٍ تخيَّله خطأُ أبي عُبيدٍ فيما اختاره على أنه ما أخطأ لأنَّ قراءة عبدالله إلا أن تخافوا دالَّة على ذلك لأنَّ التقدير: إلا أن تخافوهما أن لا يقيما و الخوفُ واقعٌ في


(١) معاني القرآن للفراء ١/ ١٤٦.
(٢) البيت لأبي الغول الطهوي وهو في النوادر ٤٦، ومعاني القرآن للفراء ١/ ١٤٦، والبحر ٣/ ٢٤١.
(٣) إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس ١/ ٣١٤.
(٤) قال الفراء: «وأما ما قال حمزة، فإنه إن كان أراد اعتبار قراءة عبدالله فلم يصبه، والله أعلم، لأنَّ الخوف إنما وقع على (أن) وحدها إذ قال: ألا يخافوا أن لا، وحمزة قد أوقع الخوف على الرجل والمرأة وعلى (أن) ألا ترى أن اسمها في الخوف مرفوع … ».
معاني القرآن ١/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>