للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال هارون: ورأيت في مصحف ابن مسعود الوصيةُ لأزواجهم متاعاً، قال أبو عبيدٍ: ومع هذا إنا رأينا هذا المعنى كلَّه في القرآن رفعاً مثل قوله: {فَنِصْفُ مَا فَرْضْتُم} (١)، {فَفِدْيةٌ مِنْ صِيامٍ} (٢)، {فَدِيةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أهلِهِ} (٣)، وقال ومعنى هذا: لتكن وصية، قال: ومَنْ نَصَبَ أراد أوْصُوا وصيةً وهو وجهٌ. هذا آخر/ كلامه.

ووجه قراءة النصب كما ذكر توصون وصيةً كما قالوا: ما أنت إلا سير الإبل أي: تسير وتشرب.

«ويبسط عنهم» أي: عن المذكورين بالصاد ويدل على أنه أراد الصاد قوله بعد ذلك: «وبالسين باقيهم» والأصل السين إذ لو كانت الصاد الأصل لم ينطق بالسين لأنَّ السين تُرَدُّ إلى الصاد لأنها موافقة للطاء في الإطباق والاستعلاء؛ فأيُّ علةٍ توجب ردَّه إلاالسين فثبت أنَّ السين الأصل والعرب تجيز السين والصاد مع الطاء.

وقال أبو عُبيدٍ: إذا كان في الاسم طاءٌ أو قافٌ أو خاءٌ أو غين ولا يكون في غير ذلك مثل الصِّراط، والبُصَاق، والسِّنْخِ، والمِصْدَغة، والغرض بذلك المشاكلة، لأنَّ السين حرفٌ مستفِلٌ وقد وقع بعده الطاء وهومطبق مستعل فكان من أبدل استصعب الخروج من تَسَفُّلٍ إلى تَصَعُّدٍ وعكس ذلك غير مُسْتَصْعَبٍ لأنه انتقال من تَصَعُّدٍ إلى تَسَفُّلٍ نحو: طسم؛ وهما لغتان جيدتان، والرسم بالصاد ولذلك قال: «اعتلى»؛ وقد مضى في الفاتحة الكلام على هذا الأصل.


(١) الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.
(٢) الآية ١٩٦ من سورة البقرة.
(٣) الآية ٩٢ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>