للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزاء مقدم وأصله التأخير أي: استشهدوا امرأتين مكان الرجل كيما تُذِّكر الذاكرةُ الناسيةَ إن نسيت فلما تقدَّم الجزاء اتصل بما قبله ففتحت (أن) فصارت جوابه مردوداً عليه.

قال ومثله: إنه ليعجبني أن يسأل السائل فيعطي المعنى يعجبني الإعطاء أن سأل السائل، وأنكره الزجاج (١) وغيره، وقالوا: هو خطأ لأنَّ المجازاة إذا انفتحت انقلب المعنى وخرج الجزاء/ إلى المصدر.

وقال ابن النحاس (٢): «سمعت علي بن سليمان يحكي عن أبي العباس محمد بن يزيد أنَّ التقدير كراهة أن تضل»، قال أبو جعفر: «وهذا القول غلط وأبو العباس يُجَلُّ عنه لأنَّ المعنى على خلافه إذ يصير المعنى: كراهية أن تضل إحداهما وكراهة أن تذكر أحدهما الأخرى».

وقال غيره معناه: إرادة أن تضل أحدهما فتذكر كما تقول: أعددت السلاح أن يجيء عدو فأدفعه، وإنما أعددته للدفع ولم تُعِدَّه إرادة مجيء العدو، وذكر التقدير السابق للخليل وسيبويه وخففوا (فتذكر) حقاً لأنه يقال: اذكَرتُ وذكَّرْتُ كما يقال: كرَّمتُ وأكرمتُ.

وقال قوم: مَنْ خفَّف فمعناه: تصير معها كذَكَرٍ ومَنْ شدَّد فمن النسيان ويروى مثله عن أبي عمرو بن العلاء، وقال آخرون: التخفيف من النسيان، والتشديد من التذكير أي: يقومان مقام ذكر وذلك كلُّه غير مستوٍ لأنَّ معناه فتجعل إحداهما الأخرى ذكراً يعني أنهما إذا اجتمعتا كانتا بمنزلة الذَّكَرِ فكلُّ


(١) معاني القرآن للزجاج ١/ ٣٦٤.
(٢) إعراب القرآن لابن النحاس ١/ ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>