للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثلُه ثُمُرٌ جمع ثِمَارٍ وثمار جمع ثَمَرَةٍ فهو عنده جمعُ الجمع؛ وكذلك قال الفرَّاءُ، وقال غيره: رُهُنٌ جمع رَهْنٍ كَسُقُفٍ وسَقْفٍ؛ وأنشد أبو عمرو بن العلاء محتجاً لذلك (١):

بانت سعاد فأمست دونها عَدَن … وغُلِّقَت عندها من قلبك الرُّهُنُ

وقال: الرِّهَان في الخيل لاأعرف غير ذلك، وقال يونس: الرُّهُن والرِّهَانُ واحد عربيتان، والرُّهُن في الرَّهن أكثر، والرِهَان في الخيل أكثر، وقال أحمد بن يحيى: الاختيار في جمع رَهْن رِهَانُ مثل كَبْش وكِبَاش، وجَبَلٍ وجِبَالٍ، وقال أبو جعفر: الباب في هذا رِهَان كما تقول: بَغْل وبِغَالٌ ورُهنٌ سبيله أن يكون جمع رِهَان مثل كِتَاب وكُتُب ومن قال: فيه جمع رهْن كسُقُف/ وسَقْفٍ فليس هذا الباب يعني أنَّ جمع فَعْلٍ على فُعُلٍ قليلٌ في الكلام.

وسَمَا فعل ماضٍ، والعُلا مفعولٌ، وشذا الجزم فاعل، والشذا حِدَّةُ الطيب، لأنَّ الجزم عطفٌ على {يحاسِبْكم به الله} (٢) ففيه أخذ أول الكلام بآخره، وقراءة الرفع على الاستئناف أي: فهو يغفر.

«والتوحيد في وكتابه شريف» لأنه يراد به القرآن وهو الذي اختاره الشيخ في تأويله، وقراءة الجمع يشاكل لفظها ما قبله وما بعده من الجموع، ويجوز في قراءة الإفراد أن يراد الجنس كما يقال: كَثُرَ الدِّرْهم والدِّينار، وهو معنى ما روي عن ابن عباس أنه قال: الكتاب أكثر من الكُتُب.

«وفي التحريم جمع حمى علا» لأنَّ قبله لفظ الجمع فهو يشاكله، ومعناه: كل كتابٍ أنزله الله تعالى، ومن قرأ بالتوحيد ذهب إلى الجنس وقيل: بالإنجيل.


(١) البيت لقعنب وهو في اللسان (رهن) ١٧/ ٤٩، جامع البيان ٣/ ١٤٠.
(٢) الآية ٢٨٤ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>