الأفعال على (فَعَل) بفتح الفاء والعين، والعينُ منه واوٌ، أوبَنَيْتَهُ لمتكلمٍ، أو مخاطبٍ، أو جماعة مؤنثٍ فحكمه أن ينقل من فَعَل إلى (فَعُل) وإن كانت عينه ياءً نقل إلى فَعِل ثم تنقل حركة العين إلى الفاء فتبقى العين ساكنة وبعدها ساكن فتحذف العين وهي الواو أوالياء وذلك نحو: مُتُّ، وقلتم، وبِعْن.
وإنما وجب النقل إلى (فَعُل)، و (فَعِل) ليقع الفرق بين ذوات الياء والواو لأنك كنت تقول: قَلْت، وبَعْت ولا تفرق بينهما وذلك أنَّ الاعتلال لا بُدَّ أن يلحق عينه فتبقى ساكنةً ولامه ساكنة حين بُنِيت مع الضمائر المذكورة، والدليل على أنَّ أصل فَعُل فَعَل بفتح العين أنَّ فَعُل لا يتعدى نحو: شرُّف وهذا منه ما يتعدى نحو: قلته، وطلت زيداً.
وقوله:«في ضم كسرها صفا نفرٌ ورداً» لأنهم قرؤوا بالوجه الذي لا مقال فيه فصفا وِرْدُهم، ومَنْ قرأ مِت بكسر الميم فمذهب سيبويه (١) وغيره من متقدمي البصريين أنه من (فَعِل) بكسر العين (يَفْعُل) بالضم، و (فَعِل)(يَفْعُل) شاذٌّ قليلٌ.
قالوا: ومثله في الصحيح فَضِلَ يَفْضُلُ قالوا: فنُقِلت حركة العين إلى الفاء كما فعل في خِفْتُ، فلما كان فَعِلَ يَفْعُلُ شاذاً في المعتل والصحيح سَلِمَت قراءة مَنْ ضمَّ مِنْ مثل هذا القول فصفا وردُهُ، وحَمْلُ هذه القراءة على لغة من قال: مات يمات أولى لأنه يكون مثل: خَافَ يَخَافُ أصله فَعِلَ يَفْعَلُ/ فحُوِّلَت حركة العين في المستقبل إلى ما قبلها فانقلبت العين ألفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها.